تمرّ الأيام واحزاب لبنان الحاكمة تتّبع اسلوب التعمية عن مطالب الثورة التي انطلقت لأنّ ابسط حقوق وواجبات الشعب سلبتها تلك الاحزاب.
تمرّ الأيام والسلطة تمعن في تصرفاتها دون الاكتراث للصرخات الاعتراضية عليها، اللافت في التشكيلة الحكومية الأخيرة حملة الصراع المقنع بين مكوناتها أثناء مرحلة التشكيل.
رهان السلطة الوحيد على تعب الثوار بينما رهانات الثورة كبيرة وكثيرة ومتشعبة ومتعددة ابرزها:
الثورة لن تموت لأنها بالأساس ثورة ذاتية نابعة من قرار ذاتي بالتمرد على سلطة خذلت شعبها، إنها ثورة ثقافية سياسية، ثورة محاسبة ومراقبة ووضع النقاط على الحروف.
ثورة تمرد في صيدا بوابة المقاومة، وثورة التمرد على الأمر الواقع في كفررمان، ثورة على من وقف في الأيام الأولى مستخفًّا بها مؤكدًا انها أعجز من إسقاط حكومة وعهد في عقر الدار.
ثورة لا تترك موقوفيها في اقبية التحقيق والقمع
ثورة بوجه قوى امنية وضعتها السلطة كخط دفاع وتماس بين الشعب وبينها
ثورة اذا الشعب يوما أراد الحياة لا بد أن يستجيب القدر
ثورة ما أن تتوهم السلطة انها اطفأتها تتفاجأ بالحشود في الساحات
وغيرها وغيرها من الأسباب….
لن تنطفىء ثورة مرّ عليها ١٠٠ يوم وكأنها بدأت بالامس، ثورة لم تعد تعير المؤسسات الحكومية والرسمية اي اهتمام واحترام، ثورة تخطّت كل المحظورات لان الموت في سبيل تحقيق المطالب اهون عليها من الاستمرار في الفقر والجوع والعوز.
في ذكرى مئوية الثورة تحية اكبار إلى كل ثائر انتفض على طغمة حاكمة، تحية إلى كل ثائر بوجه ابن بيئته وعائلته وظّفته أحزاب حاكمة.
كل الاحترام إلى ثوار لا هدف لهم سوى الاقتصاص ممن فرّط في المال العام واستعمله من أجل مصالحه الشخصيّة.