لم يعد ينفع الكلام ووصف واقع الحال الأليم. لم تعد الكلمات رغم وقاحتها تفسّر هول ما فعلتم. كم مدينة عليكم أن تزدروا حتى تشبعوا؟ كم عينًا عليكم أن تقتلعوا حتى تهدأوا؟ كم أبًا ستقلعون أسنانه؟ وكم أخًا ستُجرجرون من شفتيه؟ كم أنفًا ستجدعون، وكم لسانًا ستقطعون بالموسى؟ كم أمًّا يفترض أن تنام مع دعاء غير مستجاب؟ كم إنسانًا يفترض أن تزحف كرامته على رصيف؟ كم كبرياء محطمة ينقصكم حتى ترحلوا؟ كم نيترات للانفجار تحتاجون بعد؟ وكم صهريجًا محملًا بالبنزين أو المازوت يفترض أن يعبر الحدود بعد؟
فعلتم ما لم يفعله نيرون مع سكان روما، حتى الحقارة والنذالة تهربان منكم كي لا تأسراها في أجسادكم. عزرائيل بشخصه توقف عن آداء مهامه حتى لا تخرب جهنم، لذلك ما زلتم في حياتنا. كم صاروخًا تحتاج ترسانتك كي تستعيد عافيتك؟ كم جريمة يفترض أن ترتكب بحق الإنسانية قبل أن ترحلوا؟
تحكم لبنان طبقة بالشكل بشرية، في المضمون إبليسية شيطانية لا بشرية. طبقة لم تولد من رحم بل من قبر. طبقة قرّر الله الاقتصاص منها، تركها تهيم وسط دعوات الأمهات الثكالى. طبقة حتى حجر الصوان أكثر لينًا منها وأكثر إنسانية.
عدالة السماء تنتظركم وعدالة الأرض لم يكتمل نصابها بعد، تحسّسوا رقابكم