في بلد السواد هو اللون الشائع والاكثر استعمالا ورواجا، في بلد العتمة او الظلمة سيدة الموقف في كل الظروف، في بلد فشل كل وزراء الطاقة في تأمين كل طاقة، في بلد حتى وزراء التغيير والاصلاح تحوم حولهم شبهات الفساد والسمسرات في بواخر كارادينيس، في بلد “العوجا العوجا وما بتجلس”، في بلد السيادة مؤجرة والاستثمار لمن يغطي اكبر عدد ممكن من الفساد، في بلد العاقل “طبوش” والسرقة “شطارة” في بلد اصبح مزرعة يغتصبها الجميع حتى اكلة لحوم البشر، يطلب محافظ ما وصل حديثا الى كوكب الارض من محطات المحروقات عدم تعبئة الوقود في الغالونات.
نعم ممنوع تعبئة الوقود في غالون، ومن لديه مولد كهرباء خاص لشقته عليه استئجار شاحنة لنقل المولد الى المحطة لملئه بـ 20 الف ليرة واعادته، اهلا وسهلا بكم في بلد العجائب والغرائب، حتى سندباد لو مر من لبنان لتاه وشهد بأم عينيه ما لم يشاهده في كل رحلاته.
في وطن الغربان السود يطل احدهم معلنا انه سيتجه الى ايران للتفاوض معها بشأن استيراد البنزين والمازوت ولتمنع الدولة ادخالها. السنفور يحاول ان “يأكل براسنا حلاوة” هل اخبره احدهم ان ايران تحت العقوبات الدولية وممنوع عليها تصدير النفط؟ هل اخبره احدهم ان سفن الموت الايرانية ممنوع عليها عبور قناة السويس وان مرت تستطيع اي دولة مصادرة حمولتها؟ هل اخبره احدهم ان ايران كدولة تشبه “القاعدة” او “داعش” او “النصرة”؟ هل تعلم ان ايران محاصرة تماما كما يحاصر نصف كوب من الماء الاف النمل؟