يسقط يسقط حكم المصرف، عبارة رددها بعض الثوار وكأنهم يرددون الشعار نفسه فليسقط وعد بلفور في حين ردد من هم في آخر التظاهرة “فليسقط واحد من فوق”، وهنا المشهد نفسه يتكرر.

يريد شربل نحاس ومن خلفه حركة “مواطنون مواطنات في دولة” او بإختصار عبارة “ممفيد” تلك العبارة على اعتبار ان النظام الرأسمالي الحر سيء والنظام المصرفي يجب ان يسقط والحل بنظام اشتراكي او شيوعي. في الحقيقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هو الاشتراكي الثاني في العالم بعد كارل ماركس، وافعاله وتصرفاته وخطته الاقتصادية قادتنا اليوم او تقودنا الى الشيوعية.
اعتبر ماركس أن كل المجتمعات تتقدم خلال الصراع بين الطبقات الاجتماعية: صراع بين طبقة الملاك المتحكمين بالإنتاج و طبقة العمال الذين يعملون لإنتاج السلع.
عارض ماركس بشدة النمط الاقتصادي الاجتماعي السائد، أي الرأسمالية، التي أسماها دكتاتورية “البورجوازية”، التي كان يعتقد أنها مسيرة من قبل الطبقات الغنية لأجل مصلحتهم البحتة، وتوقع بأن الرأسمالية كسابقاتها من النظم الاقتصادية الاجتماعية ستولد من دون شك توترات داخلية تقودها إلى التدمير الذاتي واستبدالها بنظام جديد: الاشتراكية. زعم أن المجتمع تحت النظام الاشتراكي سوف يحكم من قبل الطبقة العاملة في ما أسماه “دكتاتورية البروليتاريا”، أو “دولة العمال” أو “ديمقراطية العمال”. كان يعتقد أن الاشتراكية بدورها سوف تستبدل بمجتمع بدون دولة وبدون طبقية وهو الشيوعية.

بدوره رياض سلامة طبق نظرية ماركس، خلال 30 سنة كان الفقير والغني في لبنان قادر على التنعم بخدمات خادمة في منزله، بإمكانه اقتناء احدث الهواتف الذكية، شراء كل المستلزمات التكنولوجية والسيارات والثياب الاوروبية …. الخ، واكثر من ذلك كان ابن الفقير والغني في لبنان يحصل تعليمه في الجامعة نفسها، والفقير والغني في لبنان تنعم بالخدمة الرسمية نفسها الماء والكهرباء ودفع الضريبة…الخ.
في لبنان ثبت رياض سلامة سعر الصرف فتعادل الفقير والغني، في لبنان عاشت الطبقات الاجتماعية متعادلة متساوية، حتى الموظف في القطاع العام الذي لا يتخطى اجره ضعف الحد الادنى للاجور تمكن من شراء سيارة جديدة من الشركة، واقتناء IPHONE والسفر الى مارماريس او الجزر اليونانية، وفي الاشهر القليلة قبل الانهيار كان بإمكان الغني والفقير شراء فيلات في قبرص واليونان بثمن اقل بكثير من قيمتها في وطنه.
نظرية كارل ماركس الاقتصادية طبقها رياض سلامة، فأراد المجتمع ان يتحول من مجتمع انتاجي الى مجتمع تجاري، وبات الجميع يريدون العمل في القطاعات الخدماتية، مهندسون اطباء، تجار، مستشارون، خبراء…. الخ، تساوى الجميع اجتماعيا بهوامش بسيطة، لم يعد اي عامل يرضى ان يستأجر منزلا ليؤسس عائلة، بدل ايجار المنزل شهريا مطابق لسند شرائه، انها الاشتراكية تتجلى بأبهى حللها.

ولكن لماذا يريد شربل نحاس اسقاط نظام المصرف؟ ولصالح اي نظام جديد؟ ومن سيدير الاقتصاد المستجد الذي يريده شربل نحاس؟ رغم الاعتراض الكلي على سياسات رياض سلامة وهندساته المالية لكنه طبق ما ينادي به شربل نحاس، فهل الله الهم النحاس ليكون نسخة منقحة مصححة لاقتصادي جديد يقود العالم؟
هل نحن امام كارل ماركس الالفية الثانية؟