طالبت النائب ستريدا جعجع امس ومن داخل الصرح البطريركي من تكتل “لبنان القوي” التنسيق مع القوات اللبنانية لتقديم استقالة كتلتيهما من مجلس النواب للتوجه الى انتخابات نيابية مبكرة.
في المضمون القوات تريد الانتخابات النيابية المبكرة وتحث الكتل البرلمانية الى الاستقالة …. الخ ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟

بعد محاولة القوات التأثير في قرار المستقبل والاشتراكي على الاستقالة وفشلها في الوصول الى مرادها، تتجه انظار القوات الى الكتلة التي اتفقت واختلفت معها على كل شيء من انتخاب الرئيس عون الى اليوم، وتراهن القوات مرة جديدة على حس المسؤولية العونية ان وجدت وتطالبها بالانسحاب من مجلس النواب وترك رئيس الجمهورية يخوض معاركه متفردا.
بالشكل الطرح القواتي غير موفق، والقوات تحاول في كل اسبوع ابتكار دور لها في مكان ما داخل مجلس النواب، بتقديم طعن الى مجلس شورى الدولة سيرفض بالشكل لعدة شوائب فيه حينا، وبالاعتراض على سلفة الكهرباء برلمانيا والاعتراف بأن كتلة القوات كانت ترفض الطرح، متناسية القوات ان في عبارتها ادانة لها لا تبرئة.
علة بقاء كتلة القوات في المجلس وعدم تقديم استقالتها كي لا يصبح لحزب الله اكثرية في حين بقاء القوات “فستق فاضي” لا يقدم ولا يؤخر في اي قرار متى توافق عليه المستقبل وبري وجنبلاط وصمت عنه حزب الله بدليل عدم الممانعة وعارضه التيار الوطني الحر، الا يدار البلد اليوم وفق السيناريو المذكور؟
وما معنى الرهان مجددا على من لم يحترم توقيعه في اتفاق معراب؟ برأس اي مستشار دارت الدائرة وتجلت تلك الفكرة الجلية؟

مكان القوات الطبيعي مع الثورة، مكان القوات الطبيعي في مواجهة مشروع حزب الله، مكان القوات الطبيعي في قطع حبال من يريد ربط لبنان بالشرق، مكان القوات الطبيعي في الجمهورية القوية وليس في جمهورية الحسابات الرئاسية، واذا كان رئيس القوات اللبنانية يظن ان طريق الفوز بانتخابات رئاسية ترتكز على نائب من هنا او نائب من هناك فانه خاطىء، القوات لن تفوز بأي رئاسة جمهورية شأنها شأن كل احزاب اليمين من الكتائب الى الاحرار الى …. الا من خلال انتصار للمشروع الذي قاتلوا من اجله واستشهد من اجله الالاف.
المقصود تشريح الحالة وتوصيفها ولا نية او مقصد للتهجم على القوات او خياراتها اطلاقا، بل وبصدق للقوات دور اقوى واكبر واهم في الثورة والتصدي للمشروع الفارسي بدل التلطي في مجلس يسيطر عليه الخامنئي وتختلط حسابات القوات بين الانتخابات الرئاسية والتخلي الكامل عن حلفاء الامس.