نعم حضرة الزميلة رندلى جبور، أرسى الرئيس ميشال عون مفاهيم جديدة، لا بل خزعبلات فوق الطبيعة، ولكن خطأ حضرتك في مكان آخر.
تتردد على التواصل الاجتماعي مقولة إن “قبل التواصل الاجتماعي لم يكن يعرف المعتوه سوى أقرب المقربين له”، أمّا بعد التواصل الاجتماعي فأصبح “الجنون فنون”.
لقد عدّدتِ بعض أبرز ما فعله الرئيس منذ وصوله إلى قصر بعبدا وهذه حقبة من تاريخ لبنان لا مجال لتعداد مآثرها أو مساوئها، حقبة من المُبكر جدًا تقييمها سيما أنّ المسار الانحداري لم يبلغ أوجه بعد. الطريق أمامنا طويل لمقارنة كيف كانت حياتنا قبل وصول فخامته إلى بعبدا وبعدها. وعلى العموم كل لبناني يثق بالرئيس، ونحن ندرك ونعلم أن وعوده صادقة، فلقد وعدنا بأنّه سيُسلّم لبنان أفضل ممّا تَسلّمه، لكنّه لم يحدّد الوسيلة.
في أحيان كثيرة، يعجز أهم المهندسين في العالم عن ترميم شيء ما، فيبقى الهدم وإعادة التشييد الحل الوحيد، ولعل الرئيس مقتنع بهذه النظرية.
على العموم، الشعب اللبناني قادر على تمييز “القرعة من الام قرون” وقادر على مقارنة جنرال فرنسا بنائب الرابية من جهة، ونائب الرابية بفخامة الرئيس من جهة أخرى.
من فرنسا كان حزب الله حزب ولي الفقيه فأصبح الحليف،
من فرنسا كان الكونغرس الأميركي الصاعق لإخراج جيش الاحتلال السوري الذي عاد وأصبح حليفًا،
من فرنسا كانت الحريرية السياسية تغتصب الاقتصاد، فعادت وأصبحت الممر الالزامي للوصول إلى القصر،
من فرنسا كان الجنرال أشبه بشارل ديغول، وفي الرابية أصبح الماريشال بيتان راهن السيادة من أجل وعود فارغة.
بعد الانتقال إلى بعبدا، تحوّل الإصلاح والتغيير إلى إفقار وتعتير، وأضحى من يُفترض به صون القضاء يؤلّف مجموعات تدعم القضاة في الاقتحامات.
في بعبدا أصبحت الجمهورية بلا أفق، معزولة، متقوقعة، نائمة، لا حياة في شرايينها، رغم خفقان القلب المتقطّع.
تستطيعين أن تملأي أي فراغ سيدة رندلى بالكلام الذي ترينه مناسبًا، أمّا الفراغ الذي نعيشه على كل الصعد، الاقتصادية، المالية، الاجتماعية، الانسانية والسياسية، فلن تعود الحياة لتدبّ في شرايينها، إلا بعد انقضاء آخر ثانية من هذا العهد، والباقي لزوم ما لا يلزم.