اندلعت الاحتجاجات في المدن العربية في الأحواز على وقع استياء عام ضرب المنطقة بسبب جفاف نهر الكرخة، ما تسبّب في أزمة بيئيّة حادة في هور الحويزة الحدودي مع العراق، قبل أن يتوسّع نطاق الأزمة إلى جميع المدن والقرى الواقعة بالقرب من نهر الكرخة.
ناشطون في المدن الكبيرة والصغيرة في محافظة اكدوا أن شوارع أغلب المدن شهدت مواجهات بسبب الإنتشار المكثّف للقوات الخاصة الإيرانية. وأشارت وكالة “فارس” الى أن مسلحين يستقلّون درّاجة ناريّة أطلقوا النار على سيارة للشرطة في مدينة الفلاحية شادكان، ما أدى إلى جرح 4 من قوات الشرطة.
من جهته المرشد الايراني علي خامنئي دعا المسؤولين إلى معالجة الأزمة، قائلاً: “لا يمكن توجيه اللوم لأناس يحتجّون على نقص المياه”. من ناحيته أضاف الرئيس حسن روحاني: “بإستثناء قلّة، يمارس الناس حقّهم القانوني في التظاهر”.
وأظهرت مقاطع فيديو من المدينة في وقت متأخّر عن إطلاق النار والغاز المسيّل للدموع على المتظاهرين من قبل القوات الخاصّة والباسيج، بعد ساعات على دخولها المدينة. كما جرى تداول مقطع فيديو يظهر حافلة «راتق» المصفّحة في دوار «الشهداء» وسط الخفاجية، وهي مجهّزة بكاميرات، ونظام تشويش على الاتصالات، وتحليل للبيانات، وخراطيم مياه، وأجهزة لرش الروائح الكريهة والألوان ضد المتظاهرين، والإنذار الصوتي. إستغلّ المحتجون تراجع درجات الحرارة في الليل للخروج في مسيرات سلمية للتعبير عن مطالبهم الحيويّة. وتحوّلت المسيرات الليلية إلى مناوشات مع القوات الأمنية في الأحياء القديمة من المدن، بسبب قطع الطرق المؤديّة إلى وسط المدن بإستخدام الكتل الخرسانيّة، وإقامة حواجز ونقاط تفتيش كثيرة.
من جهتها تواصل السلطات قطع إنترنت الموبايل عن كل منطقة تشهد تحركات احتجاجية في الشوارع، ووسط صعوبة الإرتباط، تناقل ناشطون مقاطع فيديو من تصدّي قوات الأمن والشرطة للمحتجّين في مدن الأحواز وميناء معشور مستخدمة الرصاص الحي. احد الناشطين من الأحواز قال:”السلطات تصب الزيت على النار، الاحواز ليست طهران، والناس متمسّكة بمواصلة الاحتجاجات السلمية ضد نهب المياه”.

وامتدّت الاحتجاجات إلى مناطق أخرى في إيران، من بينها العاصمة طهران، وذلك لأسباب عدّة منها تدهور الأحوال المعيشيّة. التطورات تمهد الى اندلاع احتجاجات أوسع ما سيؤدّي الى الثورة الشاملة في البلاد.
ساحة آزادي وسط العاصمة طهران، التي تُعتبر مكاناً رمزياً لتجمهر مناصري النظام الإيراني أثناء الاحتفالات الرسمية، شهدت تظاهرة عارمة، لأبناء منطقة الأحواز، من طلبة ونازحين إلى العاصمة حيث رددوا عبارات باللغتين الفارسية والعربية تدعو لإسقاط النظام ومنح منطقة الأحواز حُكماً ذاتياً، وقد شاركهم الكثير من الإيرانيين من غير سكان الأحواز، ورددوا شعار “مركَ خامنئي” أي الموت لخامنئي.

لا في بغداد، او دمشق، لا بيروت او غزة … إنما في قلب ايران، ثورة إسقاط النظام والصاق تهم الفساد وسط أوضاع معيشيّة صعبة. لماذا أخْذْ لبنان الى محور مرفوض من شعبه؟

حسن نصرالله يهلّل مع كل إطلالة له على الشاشة بضرورة التوجه شرقا ولا يخجل ابدا في انتمائه الى مشروع ولي الفقيه او الى الدولة الإسلاميّة الإيرانيّة، في حين نتأكد يوميا وبالادلة الثابتة ان مفهوم الدولة سقط لصالح الدويلة.
نصرالله اوصل لبنان الى مصير مشابه لكل بلد انضم الى محور الممانعة من العراق وصولا الى فنزويلا … التهريب منظّم وممنهج وحزب الله متورّطة وهو ما اعترف به الشيخ صادق النابلسي حين قال: “التهريب جزء لا يتجزأ من عمليّة المقاومة والدفاع عن مصالح اللبنانيين، وأن من يحاربه يُحارب حزب الله”. والامر اللافت ان نصرالله يكالب من أشهر بإدخال منتجات غذائيّة، طبيّة، نفطيّة إيرانيّة و غيرها متناسيا حجم الضرر الجسدي الذي سببته المنتجات الغذائية الايرانية للشعب العراقي، ولكن المعضلة الرئيسية كيف يمكن لإيران تزويدنا بتلك السلع في حين شعبها يموت فقراً و جوعاً.

كارن واكيم