عشية الذكرى السنويّة الأولى لإنفجار مرفأ بيروت أعلنت إسرائيل نيّتها إفتتاح مرفأ جديد ضخم في حيفا هو الاضخم في منطقة الشرق الاوسط قد يعتبر بوابة الشرق الى الغرب خصوصا بعد انطلاق مسار التطبيع مع الدول العربية.

من لا يتذكّر الإطلالة الاولى للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد تفجير ٤ آب، حيث أعلن بأنه لا يدير، لا يسيطر، لا يتحكّم، لا يتدخّل ولا يعرف ماذا يجري أو يتواجد في المرفأ. أضاف: “اعلم ما الموجود في مرفأ حيفا لأن المقاومة وحزب الله مسؤوليّتهما الأساسيّة المقاومة وليس مرفأ بيروت”.
حاول نصرالله التملص من مسؤوليته لا بل نكر اي صلة له بالمرفأ ومحتوياته، نافيا اطلاعه على اي معلومة تتعلق بالمرفأ، غير ان في المشهد العام مرفأ بيروت تدمر في حين إسرائيل تستعد لافتتاح اضخم مرفأ على حوض المتوسط بعد شهر، الى جانب تجديد المرافئ الحاليّة في أشدود وإيلات في إطار الجهود المبذولة لتطوير الإقتصاد الإسرائيلي.
هذه الجهود ستضع المرافىء الاسرائيلية في المرتبة الأولى بين دول شرقي المتوسط، شبكة المرافىء الاسرائيلية ستؤمن فرص عمل لالاف العمال وهنا يحكى عن فرص عمل لعمال من الدول العربية المجاورة بحسب الرئيس التنفيذي لشركة الموانئ الإسرائيليّة.

كلفة مرفأ حيفا حوالي مليار و250 مليون $ إستثمرتها الحكومة الإسرائيليّة على ١٥ سنة وهي أقل من كلفة دعم الكهرباء سنويًا في لبنان التي تكلّف الدولة 2 مليار $. مر عامٌ على انفجار مرفأ بيروت ولم يتّخذ لبنان قراراً بإعادة تشييد اهراءات القمح، بل اكتفت الدولة بإزالة الردميات مع العلم أن ٥ رافعات جسريّة فقط تعمل حالياً في حين إحدى عشرة رافعة معطّلة وإنتاجية محطة الحاويات انخفضت الى ادنى مستوياتها بينما قدمت عدة دول عروضاً لاعادة الترميم ولكن لم يناقش اي عرض منها. وتجدر الاشارة الى ان الرافعات الجسريّة العاملة في محطة الحاويات في مرفأ بيروت على وشك التوقّف عن العمل لتعذّر صيانتها والسبب صعوبة توفير الدولار لشراء قطع غيار ضرورية لصيانتها.

بعد مرور أكثر من سنة على الإنفجار لا عدالة تحقّقت ولا خطّة تلوح في الافق لإعادة الإعمار. في الجمهورّية اللبنانيّة، السلطة غير قادرة على تمويل إصلاح وتأهيل ما كانت هي السبب في تفجيره بالإهمال والتواطؤ. صحيفة “LeFigaro” الفرنسية تؤكّد أن دمار مرفأ بيروت سببه حزب الله مؤكدة ان الميليشيا خزّنت نيترات الأمونيوم لصالح نظام الأسد.
نشعر احيانا ان لا أحد يريد معرفة حقيقة ما جرى في مرفأ بيروت وعرقلة التحقيق لعدم اتضاح هوية المتهم، فلم يبحث اي مسؤول حتى الساعة في سؤال اساسي: من أتى بالنيترات، من خزّنها ومن استخدمها والاهم من سرق منها؟

نصرالله المسبب الرئيسي للعزلة الدولية التي يمر بها لبنان وعد اللبنانيين بتدخّل صيني وجهوزية الشركات الصينيّة للاستثمار في لبنان عبر القطار السريع والسكك الحديدية من طرابلس الى الناقورة، فضلا عن بناء معامل كهرباءBOT، بعد ذلك التصريح والثقة المطلقة اعتقدنا لوهلة أن الصين جزء من محور المقاومة، ويمكننا الاتكاء عليها لكن المفاجأة اتت عند الاطلاع على شريك الحكومة الاسرائيلية في مرفأ حيفا ليتبين ان الصين نفسها التي يعول عليها نصرالله تدير مرفأ حيفا الجديد لمدة ٢٥ سنة.

كارن واكيم