في 25 أيلول، تنطلق مسيرة من مدينة جبيل إلى عنايا. المسيرة الوطنية يهدف منظّموها الى التأكيد أنّ ثقتهم بالقيادات السياسية اللبنانية انتفت ولم يبقَ أمام الشعب اللبناني إلّا القدرات الإلهية للخلاص.
الصحافية لارا سليمان نون وفي اتصال أجراه معها موقعنا روت كيف انطلقت الفكرة وتبلورت قبل أن تصبح حدثًا مرتقبًا بحجم الوطن “مدام لارا زوجي يلي شفاه مار شربل بأعجوبة عم يقرا يلي كتبتيه “طريق عنايا ما بدا بنزين” وحابب يسألِك أيمتى المسيرة؟ “
لم تكن فكرة المسيرة مطروحة في رأس لارا فنفت تنظيمها أي مسيرة وتضيف: “كنت عم مشّط شعر بنتي… بلشت حس في نار جواتي عم تغلي… وبراسي صوت عم يقلّي مسيرة… مسيرة… مسيرة… تركت الفرشاية… وفتت عالفايسبوك وكتبت يلي كتبتو… وما كنت عارفة تداعيات هالكتابة… وشو بدو مار شربل… وقدّي هالناس متعطشة لمسيرة حب خالية من السياسة والطائفية وكل شي فرّقنا وما بعمرو جمعنا”.
بدأ التنظيم وكان كل شي ايجابيًا والناس تتهافت لتقديم المساعدة من حافلات لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة، الى حافلات مخصصة لمن يعجز عن استكمال الرحلة سيرًا …. الخ، وفي لحظة رن هاتف لارا وتفاجأت عندما عرّف الشخص عن نفسه بأنه رئيس بلدية رأس اسطا قائلا: “فور وصولكم الى بلدتنا أثناء مسيرتكم سنستقبلكم بطاولة كبيرة عند مدخل البلدة، لأن توقيت وصولكم يصادف مع وقت العشاء، حيث يمكنكم الاستراحة وتناول الطعام قبل استكمال مسيرتكم”.
اضاف: “ستضع البلدية بتصرفكم شرطتها البلدية لمواكبة المسيرة”.
وردا على سؤال عن هدف المسيرة أشارت الى ان “المسيرة وطنية جامعة لجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين وحزبيين على طريق موحدة”، واشارت الى ان “المسيرة ستبدأ من مدخل مدينة جبيل بزفة وطنية، لاننا شبعنا زف أشلاء ابنائنا رافعين صور القديس شربل حصرًا”.
واعتبرت نون ان “المسيرة هدفها التسلح بالايمان لمواجهة مصاعب الغد”، وروت ما حدث معها مع احد المتصلين المغتربين، حيث شدد على “ضرورة نقل المسيرة والذبيحة الالهية على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن المغترب شبع من مشاهد طوابير الذل، المغترب لا يريد ان يرى شعبه مذلولا ويريد ان يراه شعبا موحدا على ارض القداسة”.
وعن حجم الحضور المتوقع قالت: “ان عائلة مار شربل في الاردن ستنضم الى المسيرة، اضافة الى عائلات عدة ستنتقل من السويد والمملكلة العربية السعودية فقط للمشاركة في المسيرة”.
وتوجهت نون بالشكر الى “رئيس بلدية جبيل ورئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس ورئيس دير عنايا وكل المتبرعين من كل لبنان وبلاد الاغتراب”.
نعيش في لبنان درب الجلجلة، ربما هو مصير شعبنا في هذه البقعة الجغرافية، ربما هو خيار لا بد منه، والبعض يعتبر حياتنا في لبنان “مطهرًا” لا بد منه للعبور الى الحياة الابدية، اما نحن فنسير الحياة مردّدين متى يشتد علينا الألم، مع آلامك يا يسوع.
مر علينا كل الطغاة، وفتك بنا كل الغزاة، صمدنا في بقعتنا الجغرافية لنعطي للعالم مثالًا عن المعنى الحقيقي لشعب فعلا أراد الحياة فاستجاب له القدر.

كارن واكيم