بعد حسم القوات اللبنانية ترشيح مدير الاخبار في محطة “ام تي في” الزميل غياث يزبك عن احد المقاعد في قضاء البترون، بدأت تتسرب الى المشرفين على العملية الانتخابية بوادر سيناريو اسقاط جبران باسيل في الانتخابات.

في قراءة سريعة للارقام حصد باسيل في الانتخابات الماضية نحو 12 الف صوت تفضيلي، وبما ان كل المؤشرات تؤكد تراجع شعبية التيار الوطني الحر في كل لبنان وبما ان شخصية باسيل الاكثر اثارة للجدل اليوم من الطبيعي ان تتراجع ارقامه اقله 25 في المئة، اي انه لن يتمكن من حصد اكثر من 9200 صوت تفضيلي، لكن مصاعب باسيل لن تتوقف هنا، فنتيجة تموضعه السياسي الحالي وصراعه المفتوح مع سعد الحريري سيخسر جبران دعم 1200 صوت تفضيلي سني في القضاء بعد ان طلب منهم الحريري في الانتخابات الماضية “التفضيلي لصديقي جبران”، اي ان اقصى ما يمكن ان يحصل عليه باسيل 8000 صوت تفضيلي.

صحيح ان الحاصل الانتخابي للائحة التيار الوطني الحر في دائرة الشمال الثالثة من حيث المبدأ مؤمن، لكن الصراع مفتوح على عرقلة وصول 4 مرشحين رئاسيين من الدائرة هم: جبران باسيل، سليمان فرنجية، سمير جعجع، وميشال معوض، وبالتالي الانتخابات في الدائرة هي تصفيات نصف نهائية للمعركة الرئاسية.

للمعركة بين سليمان فرنجية وباسيل نكهتها الخاصة، والمعركة بين جعجع وباسيل اضحت طبقا يوميا منذ انفراط عقد تفاهم معراب المشؤوم، وبالتالي للطرفين مصلحة في اسقاط باسيل، كيف يمكن لشخصية خسرت الانتخابات النيابية ولم تحظ بتأييد شعبي جدي ان تصل الى الموقع الرئاسي الاول في لبنان.

الاوراق في الدائرة تخلط من جديد، ابرز نتائجها انسحاب الكتائب اللبنانية من لائحة القوات وانضمامها الى النائب المستقيل ميشال معوض الذي بدوره انسحب من لائحة التيار، والكتائب ومعوض ينسقان مع مجد بطرس حرب الذي بدوره كسر تحالفه مع فرنجية.

الاطراف الثلاثة الكتائب “3 الاف صوت” وميشال معوض “8.5 الف صوت” ومجد حرب “6 الاف صوت” وفي حال نجحت مساعيهم بالتشبيك مع اركان لائحة كلنا وطني التي حصلت على “3 الاف صوت” وانضمام ملحم طوق الى التحالف الجديد “4.6 الاف صوت تفضيلي” اضافة الى بعض وجوه الثورة المعروفة تدخل هذه اللائحة بقوة في التنافس على مقاعد الدائرة العشرة، علما ان الحاصل الانتخابي في المرة السابقة كان 11500، لكن لاسقاط باسيل انتخابيا يجب ان تتوحد اصوات الكتائب ومجد حرب على مرشح واحد بينهما وعلى القوات تسريب بضع مئات الاصوات الى ذلك المرشح كي يحصد عدد اصوات تفضيلية اكثر من باسيل، فيتجرع عندها باسيل كأس السم نفسه الذي تجرعته القوات اللبنانية بخسارة مرشحها الكوراني فادي كرم عام 2018.