كنا ذكرنا في تقرير سابق مسألة الاتحاد العمالي العام ومن يسيطر عليه، كما ذكرنا سابقا ايضا كيف اهان رئيس ذلك الاتحاد شخص البطريرك الماروني بكلام بذيء مباشرة على الهواء.

اليوم نفس تلك النتانة دعت الى يوم غضب شعبي، ونفس تلك النتانة ايضا تطالب اسيادها ببعض الفتات لنفسها، العنوان الكبير “يوم الغضب” لا يمكن وضعه الا في اطار التمريك وتسجيل بعض النقاط على بعضهم البعض.

بري حرك الاتحاد الذي بدوره طالب عامة الشعب الرازحة تحت البطالة والفقر بالاحتجاج واقفال الطرق كبروفا ربما لما روجت له بعض وسائل التواصل الاجتماعي لنية الغاء الانتخابات النيابية. الاحتجاج اتى خجولا بطبيعة الحال ولم يكن الا “نزهة امل” عكس الشعار الذي اراده هؤلاء ليومهم السلطوي بإمتياز.

نعم وفي نفس الاماكن والساحات التي انطلقت منها ثورة 17 تشرين اطلت ايادي المنظومة الخفية في محاولة لوضع اليد على تلك الساحات وكلها امل انها تستطيع ان تقود الشارع الاعتراضي وتدفعه بالاتجاه الذي تراه مناسبا وتحاول تقسيم من يعارضها لتسهيل عبورها المخاض الانتخابي العسير في ايار المقبل.

لم تعد تنطلي على الشعب اللبناني اي خديعة او محاولة تمييع او تشويه ثورتها التي ومنذ اللحظة الاولى لانطلاقها وصفها امين عام حزب الله حسن نصرالله بالحراك ولم يتردد في الاطلالات الاسبوعية المتكررة على مهاجمتها وانتقادها وصولا الى اعطاء الضوء الاخضر الى شبيحته الارهابيين بالاعتداء على الثوار وتحطيم خيمهم واطلاق النار عليهم لترويعهم في بعض المناطق التي يعتبرها مناطقه الخاصة.

ذاب الثلج وبان المرج انتهى يومكم قبل ان يبدأ، وغدا يوم جديد في صراعنا مع منظومة تمتهن كل شيء الا الاخلاق والقيم والاعراف والمواثيق الدولية والاحكام القضائية.