مسلسل اقتحام اليسار اللبناني يستمر داخل بنية القوات اللبنانية، فبعد ترقية كل من جورج عقيص وفادي كرم الآتيين من خلفية يسارية الى مصاف نواب في القوات اللبنانية، تطمح قيادة القوات في اجلاس يساري جديد على طاولة معراب.
في سابقة تم استبدال النائب وهبي قاطيشا بوسام منصور من بلدة رحبة في عكار رغم تاريخ قاطيشا الطويل والمديد في المقاومة العسكرية والنضال السياسي، ورغم ايمان قاطيشا شخصيا بالفكر اليميني وخطاب الجبهة اللبنانية، وهو لم يؤمن فقط بل دمج الايمان بالنضال العسكري والقتال للدفاع عن تلك الافكار.
الخبر لم يلق استحسان القواتيين العكاريين خصوصا ان احدا لم يفاتح قاطيشا بمسألة استبداله في معراب، وهو منع او لم يعط الفرصة لإبداء رأيه وتحديد هوية خليفته.
القواتيين عبروا عن امتعاضهم من وسام منصور الشيوعي الذي حصل علومه في الاتحاد السوفياتي وهو ليس قواتيا ولم يقابل يوما قائد القوات. اعتراضهم ليس على عدم اختيار اي مرشح منهم بل من اختيار مرشح بعيد كل البعد عن تفكيرهم ونضالهم.
في السنوات الماضية تصدى منصور لأفكار القوات في عكار، وحاول مرارا وتكرارا استقطاب بعض افكارها الى الحزب الشيوعي، لكن اختراقات منصور اتت متواضعة واقتصرت على قلة قليلة من القواتيين حتى انطلقت ثورة 17 تشرين، حيث بات حضور منصور قويا في المنطقة متكئا الى حضور تاريخي عميق للحزب الشيوعي في المنطقة، فبات على القوات اما ضربه شعبيا واما استيعابه انتخابيا.
معضلتين اساسيتين تطرحان نفسهما في عكار قواتيا، كيف سيقتنع هؤلاء بفلسفة منصور الشيوعية وكيف سيسوقونه؟ كيف ستتمكن القوات من تأمين الحواصل وسط تردد سني من التحالف مع القوات بعد الحرم الذي وضعه الحريري عليها.