صحوة الحريات والتنوع الثقافي تقتحم صفوف جيش حزب الله الإلكتروني ويتمدد نحو الناشطين والإعلاميين المؤيدين لخط الممانعة. بالمبدأ يفترض أن نفرح ان الصحوة وجدت بيئة حاضنة جديدة في حزب الولي الفقيه.

في الواقع الصحوة عبارة عن “شقلبة ممسوخة” لبروباغندا القوة وتقديس القادة وشيطنة الآخر والتحريض على الأذى والتصفيات الجسدية، بكل راحة ضمير. إنها سلسلة من التداعي الحر لأفكار لا تمت الى الحرية بصلة، بل هي ردة فعل على تطرق امين عام حزب الله حسن نصرالله في كلمته الاخيرة عن لبنان الحريات كهوية يحميها الحزب المسلح دون سواه.

 

تحت عنوان الدفاع عن الحريات، تم رفع صورة قائد عسكري إيراني في معرض بيروت للكتاب متهم بالارهاب في عدد غير قليل من دول العالم. الكلام هنا عن جنرال عصابات اشتهر بقيادة مليشيات إيرانية مع حزب الله، في عمليات حربية وأمنية في سوريا والعراق ولبنان وتحضير الانقلاب في البحرين وحض الحوثيين على الانتفاض وتهريب وتخزين الامونيوم في عدة بلدان اوروبية، كلها كجرائم الحرب والاغتيالات والانتهاكات ضد الإنسانية.

المشكلة ليست في صورة غلاف كتاب، بل هي ملصقة بالصورة النمطية التي يحاول محور الممانعة تسويقها وتكريسها كهوية جديدة او “ترايدمارك”، والاخطر بعد ان كان ذلك المحور يفاخر بتلك الصفات اراد اليوم تعميمها على الشعب اللبناني، بالنسبه له حصر تلك الصفات بفئة لبنانية محددة لم يعد يجدي نفعا وبات من الضروري ان تحتل تلك الصفات اللاوعي الجماعي للشعب اللبناني. تارة يكون الشعار الكوفية الفلسطينية وطورا الحجاب الفارسي، وفي احيان اخرى زرع المشاهد الكربلائية على كل تفصيل مهما صغر في يوميات اللبناني وهي كلها يعتبرها هؤلاء مصدر إلهام…

 

يبدع حزب الله وأنصاره في أدبيات حرياتية تحت عناوين وهاشتاغات مختلفة منها مثلا: #دواعش14آذار او #تعا لقلك كيف بتكون حرة، وفور الدخول وتصفح التغريدات تدرك جيدا ان الحزب ينظم حفلة تأديب جماهرية من خلال تعليقات نذكر ابرزها: مشعلو الفتنة، سيأتي يوم وتجدون من يعلمكم كيف تكون بيروت حرة من أمثالكم، الكف المقدس، عملاء أميركا وإسرائيل، إنهم يكرهوننا كشيعة، كف العباس يوعيك، إدعسوهم، صوت كف البارحة أحلى من صوت فيروز…بإختصار ليست صحوة، حتى الصحوة تهرب من امثالهم ولا تفعل فعلها، كل البؤس على ثقافتهم!

 

كل مواطن لبناني يردد سلاح المقاومة لا يرهبنا، رفع الاصبع لا يخيفنا، حروبك الوهمية لا تعنينا، اسلحتك لا ترعبنا …الخ، الشعب اللبناني بكل مذاهبه واطيافه في حالة مقاومة لما يسمونه “مقاومة”. بيروت حرة و لن يقوى عليها أي احتلال سواء بأياد خارجية او داخلية متسخة تلاعب ذلك الغراب الاسود بما تبقى من عقلها