ماذا يريد حزب الله حقا من الانتخابات النيابية، سؤال يطرحه كل مراقب للشأن الانتخابي في لبنان. في الشكل اهتمام حزب الله الرئيسي عدم فوز اي من خصومه في البيئة الشيعية بأي مقعد شيعي لحصر تمثيل الطائفة واختزال التمثيل الشيعي مع حركة امل.

في المقابل يستغل حزب الله غياب تيار المستقبل كليا عن المشهد الانتخابي ويسعى سرا لدعم شخصيات سنية رديفة علها تحصل على اكثرية سنية تمكنها بالتنسيق السري معه من تسمية رئيس حكومة ما بعد الانتخابات وبالتالي يكون الحزب وضع تحت عباءته مذهبا اسلاميا جديدا.

في الطائفة الدرزية وكما سرب عن بعض القيادات السورية البارزة قبل بضعة اشهر وهي توجه كلامها الى موفد من قبل الوزير طلال ارسلان طالبين منه السيطرة اقله على نصف المقاعد الدرزية قبل زيارتهم وطلب بعض الخدمات. فحزب الله يتكئ على الوزير طلال ارسلان من جهة ووئام وهاب من جهة اخرى في محاولة جدية لتطويع زعامة وليد جنبلاط.

في البقاع الغربي يخوض الحزب معركة اسقاط وائل بو فاعور، وفي بيروت يبدو ان المقعد الدرزي لن يفوز جنبلاط وسينتقل الى خصومه، ومعركة اسقاط مروان حمادة يهندسها الحزب مستعينا بخبراء متخصصين بالشأن الدرزي، فيما ابقى جنبلاط على مقعد المير ارسلان شاغرا في عاليه. وفي المحصلة جنبلاط يضمن مقعدين درزيين واحد في قضاء عاليه والاخر مقعد تيمور في الشوف فيما يضمن الخط المناهض له 3 مقاعد واحد لطلال ارسلان وآخر لمروان خير الدين ومقعد بيروت فيما المعركة مفتوحة على مقعدين البقاع الغربي ومروان حمادة في الشوف.

اذا نجح مخطط حزب الله في خطف احد المقعدين تكون الطائفة الدرزية ثالث مذهب يضعه حزب الله تحت جناحيه.

في الشارع المسيحي وبعد ان استكمل حزب الله الاستعدادات لإعطاء التيار الوطني الحر غالبية المقاعد المسيحية خارج جبل لبنان من الجنوب الى البقاع الغربي والشمالي والاوسط وبيروت الثانية، دخل جبل لبنان فضم التيار الوطني الحر الى لوائحه من الشوف عاليه الى بعبدا فيما سيرفده بما لديه من اصوات في المتن وكسروان وجبيل.

اما في الشمال فحاول نصرالله جمع باسيل وفرنجية لكن محاولاته نجحت فقط بجمعهما على مأدبة افطار رمضانية، وبالتالي حزب الله يسيطر كليا على غالبية المقاعد في كل الطوائف والمذاهب، وبات له ميثاقية في كل طائفة فعمت سياسة التعطيل الا في مسار ولاية الفقيه.

يريد حزب الله اليوم اظهار لاعبين سياسيين جدد على الساحة السياسية اللبنانية يتحملون وحدهم مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي، ويتحملون مسؤولية المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ويتحملون انتقادات الداخل اللبناني المقبل على حياة لا تشبه تلك التي عاشها حتى ما قبل تأسيس دولة لبنان الكبير. حزب الله ينتج سلطة لبنانية جديدة غير مسؤول عن تصرفاتها وسيوهم الرأي العام بأنها انتاج ديمقراطي انتخابي لا علاقة له بها، قادر على نهيها عن بعض القرارات بحجة انه من اتى بها ولا يتحمل مسؤولية تصرفاتها.

مشروع حزب الله ربما هو الخطوة الثانية الجدية في الذهاب الى ولاية الفقيه، اضحى حزب الله بحق مرض لبنان الخبيث الذي تتكاثر خلاياه في كل بيئة ومنطقة وبلدة ومنزل.