تتحكم بمسار البحث عن شخصية لتشكيل مسألتان أساسيتان: 1- مدّة ولاية الحكومة، وإذا كانت ستتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية في حال حدوث فراغ رئاسي.

2- إمكان تشكيل الحكومة سريعًا، اذا ما تم التوافق على اجراء الانتخابات الرئاسية. لا جواب على السؤالين.

السعودية لا تخوض معركة مباشرة في استحقاق التكليف. لكن نشاط السفير السعودي يشير إلى سعي لخلق إطار تنسيقي بين النواب السنّة، للخروج من حال التشتت. وتقول مصادر متابعة إنه يسعى إلى وضع إطار عام للنواب السنّة، كي يلتقوا على كلمة وموقف. وتؤكد المصادر ان السعودية تفضّل أن تتولى امرأة رئاسة الحكومة.
حزب الله يصرّ على تشكيل حكومة وحدة وطنية، ويفضّل أن تشارك فيها قوى مختلفة، كي لا يتحمل وحده المسؤولية. ويميل الحزب وحركة امل إلى تكليف ميقاتي، اضافة الى سليمان فرنجية، وبعض النواب المستقلين.

من جهته يحاول ميقاتي فتح خطوط تواصل مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي الذي يحرص على مشاركة القوات في الحكومة كي لا تترك الحصة المسيحية للتيار العوني.
اذا كان ميقاتي أبرز المدعومين فرنسيًا لغير ان نتائج الانتخابات البرلمانية الفرنسية تشغل إدارة ماكرون بأمور داخلية بعد خسارته الأغلبية. هذا التطور أضعف ميقاتي نسبيًا. وقد يجد نفسه مضطرًا إلى إرضاء قوى مختلفة في ظل رفض التغييريين وعدد من المستقلين التصويت له.

لكن ميقاتي يبقى بحاجة إلى إرضاء رئيس الجمهورية الذي يتحكم بتفاصيل التشكيل، ويعدّ نفسه شريكًا في صوغ شكل الحكومة وتركيبتها ليضع توقيعه على مراسيمها.

يستمر البحث بين قوى مختلفة عن طرح أسماء شخصيات لتولي المنصب. وبعد سعي عدد من نواب التغيير لتسمية نواف سلام مجددًا -علمًا أنه يحظى بثقة داخلية وخارجية، ولديه مشروع واضح وجاهز للبلاد- لا يجد نفسه في هذا الموقع حاليًا، نظرًا للظروف والمهلة القصيرة.

وبرزت زيارة عامر البساط إلى بيروت، وهو أحد من تدُوِلت أسماؤهم، نظرًا لتجربته المالية في نيويورك ومع صندوق النقد الدولي. وبدأ البساط بعقد لقاءات مع شخصيات مختلفة، بحثًا في إمكان التفاهم معه.

ثمة أيضًا من يطرح اسم الوزيرة السابقة ريا الحسن. فهي صاحبة تجربة إيجابية في وزارتي المالية والداخلية، ولا تستفز أي طرف، وترضي جهات عدة. لكن قد يكون هناك اعتراض على اسمها باعتبارها رئيسة مجلس إدارة أحد المصارف.