قد لا تكون الانتخابات النيابية في دائرة الجنوب الثالثة الدائرة الامثل لقوى التغيير لخوض غمار مواجهة “الثنائي الشيعي” في معركة “راس براس”، لكن قوى التغيير خاضتها وكأنها مجموعات “كاميكاز” في معركة يا قاتل يا مقتول ونجحت في خرق لائحة الثنائي بمقعدين نيابيين لاول مرة منذ اتفاق الطائف.
كان يمكن ان تكون النتيجة افضل لو تأمنت عناصر اساسية في المعركة الانتخابية سنذكر ابرزها:
- تأخر قوى المعارضة في الاستعداد للمعركة. فبدأت التحضيرات قبل خمسة أشهر.
- ضعف وضآلة الإمكانيات المالية وإضاعة عدة فرص للحصول عليها بطرق قانونية بسبب مواقف بعض القوى اليسارية العقائدية.
- التغطية الإعلامية كانت متواضعة جداً.
- إضاعة الوقت في سجالات ومناقشات لم تكن مجدية بسبب سوء التخطيط والتنظيم ومسايرة بعض المرشحين من خارج اللائحة.
- الخوف الذي سيطر على ناخبي المنطقة بعد التجاوزات والتهديدات التي اقدم عليها انصار الثنائي بحق المرشحين والناخبين
- عجز قوى التغيير عن تغطية جميع مراكز الاقتراع بالمندوبين الثابتين أو المتجولين بسبب ضعف الإمكانات المادية.
بعد انتهاء المعارك الانتخابية في منتصف أيار من العام 2022، لم تتمكن قوى التغيير من الاستحواز على الأكثرية النيابية داخل البرلمان، ولم يتم التعاون معها لإعطائها الدورالتشريعي أو الرقابي الفعال في ممارسة عمل اللجان النيابية، إلا بنسبة متدنية من قبل المنظومة.
من المفترض على قوى المعارضة والتغيير أن تستكمل مسيرتها النضالية لتحقيق أهدافها بقيام دولة القانون والمؤسسات بكافة جوانبها، ومن أجل إحداث آلية للتغيير تكون على مستوى دقة المرحلة وتعقيدات أزماتها المزمنة والمتراكمة، ومن أجل وضع حد لمنظومة الفساد ومحاسبتها على كل الجرائم المالية والتسبب بهذا الكم الهائل من الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والنقدية، وانعدام الثقة المحلية والدولية بها.
بذلك اقل ما نتوقعه تشكيل قيادة جماعية لقوى المعارضة والتغيير على المستوى الوطني. لانه اثبت ان لا امكانية لأي جهة سياسية، مهما كان حجمها أو قدراتها المادية والبشرية، أن تحقق تقدماً سياسياً أو اقتصادياً أو قانونياً وإدارياً من دون إطار قيادي، يرسم لها أهدافها العامة ويرشدها إلى أفضل السبل في خوض معاركها السياسية.
اضافة الى التنسيق والتعاون على الجميع تنظيم ظهورهم الاعلامي التي لا تخلو اطلالة لاحد من نواب التغيير الال بـ “خبصة” تملىء التواصل الاجتماعي حيث يتكاثر لاشتامون والمستهزئون.
يتوقع الناخبون التغييريون من النواب اكثر بكثير مما قجمه هؤلاء حتى الساعة، وآخر ما نريده جميعا ان نصاب بالاحباط بسبب تعنت البعض وافكارهم “الافلاطونية”