وسط الأزمة التي يعيشها لبنان، تعمل القوى السياسية المختلفة والمنقسمة على نسج خيوط التواصل مع الخارج، بحثاً عن دور في أي تسوية مقبلة.
وهذا الانقسام يمكن أن يتكرر في كيفية المشاركة بالاجتماعات الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ كشفت مصادر حكومية لـ «الجريدة» عن نية الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي حضور الاجتماعات والمشاركة فيها، حتى أنهما طلبا مواعيد من أنطونيو غوتيريش الأمين العام للمنظمة الدولية، وفي حال حصل ذلك وتوجه الرئيسان إلى نيويورك؛ فسيكون الانقسام اللبناني على مرأى العالم، إلا إذ حصل توافق فيما بعد على توحيد الوفد اللبناني.
ليس هذا الانقسام الشكلي وحده هو الذي يعانيه لبنان واللبنانيون، إنما تتجلى الخلافات أيضاً في مقاربة ملف ترسيم الحدود، فنائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب المحسوب على رئيس الجمهورية أكد تسلّم لبنان من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إحداثيات خط العوامات أو الطفافات المائية الذي يطالب الجانب الإسرائيلي باعتماده لترسيم الحدود البحرية، فيما مصادر حكومية مقربة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عملت على نفي صحة هذا الخبر.
صورة الانقسام ستكون أوضح في جلسات مجلس النواب التشريعية، لإقرار الموازنة المالية العامة، وسط خلافات كبيرة على تحديد سعر صرف الدولار في الموازنة، إضافة إلى اعتماد سعر موحد للدولار الجمركي.
كشفت مصادر دبلوماسية، أن اللقاء الفرنسي ـ السعودي الذي عقد في باريس المخصصة للبحث في الملف اللبناني، تناولت إلى جانب تعزيز توزيع المساعدات الإنسانية، ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإمكانية إبرام تسوية حول رئيس توافقي.
وتكشف المصادر الدبلوماسية، أن الموقف السعودي كان واضحاً بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بمشروع واضح وقادر على استعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي، مع شرط ألا يكون هذا الرئيس محسوباً على أي طرف أو محور، مع تشديد على رفض انتخاب أي من حلفاء حزب الله.
وبحسب المعلومات، فإن الجانب الفرنسي وافق على هذا المبدأ، على قاعدة أن لا أحد سيكون قادراً في لبنان على انتخاب الرئيس الذي يواليه إنما ستكون الحاجة بالذهاب إلى خيار توافقي وهذا سيكون بحاجة إلى مزيد من الوقت وإلى رعاية دولية.
منير الربيع للجريدة