كل الأزمات الخطيرة المحدقة بالبلاد التهبت دفعة واحدة، مهددة بفوضى معممة تفتح الافق على تفجير امني يخشاه اللبنانيون. أزمة المصارف واقتحاماتها الممنهجة شكلت امس انموذجا حيا لما يمكن ان تكون عليه صورة الانفجار المغلف بطابع شعبي اجتماعي، فيما هو محرك من جهات محددة معروفة ولاءاتها.

زمة ترسيم الحدود تتفاعل مبشّرة بأكثر من تفجير والارجح بحرب واسعة في ضوء المواقف الاسرائيلية الاخيرة وحديث امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اليوم عن وضع حقل كاريش تحت الرقابة اللصيقة لصواريخ الحزب اذا بدأ استخراج الغاز منه قبل نيل لبنان حقوقا مماثلة.

ازمة الدولة المالية واصطدامها امس بجدار منع اقرار الموازنة بافقاد الجلسة البرلمانية نصابها. ازمة عدم تشكيل حكومة تتولى مرحلة ادارة الفراغ في ضوء الاتجاه الى عدم انتخاب رئيس وتلويح العهد بخطوات تمنع الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته المستقيلة من تسلم السلطة، وما قد يترتب على ذلك من سيناريوهات فوضوية غير معروف الى اين تقود البلاد الا ان الثابت فيها انها ستكون مأسوية

سبحة الازمات يبدو انها حملت حزب الله على رفع مستوى مساعيه الى الحدود القصوى لفرملة الاندفاعة الخطيرة نحو الانفجار، صب جهوده ومهد الاجواء بحيث عندما يعود ميقاتي من سفره تثمر الجهود والضغوط لتصبح الحكومة الميقاتية الرابعة شبه جاهزة للولادة وهي طبعة منقحة عن الحالية باستثناءات طفيفة.

صورة الحكومة لم تكتمل نهائيّاً، ولكنّها ستقوم على تنازلٍ مشترك من الرئيس عون وميقاتي. فيتنازل الأول عن مطلب توسيع الحكومة الى ٣٠ وزيراً والثاني عن شرط الإطاحة ببعض الوزراء، من أبرزهم الطاقة والاقتصاد. على ان يشمل التعديل الوزاري بعض الحقائب، منها وزارة المال.

يعزز التوجه هذا كلام اطلقه امين عام حزب الله الذي قال: “اليوم لدينا امال كبيرة في هذا المجال، منعا للدخول في نوع من انواع الفوضى”، مضيفا “نؤكد اهمية حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، هناك دعوات للاتفاق حول رئيس وندعو الى التوافق على اسم “.

وعن ترسيم الحدود البحرية، لفت الى اننا “امام فرصة ذهبية وتاريخية لاستخراج الغاز والنفط لمعالجة ازمته، والمهم ان لا يحصل الاستخراج من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة وفق خط 23. الخط الاحمر لدينا هو بدء الاستخراج للنفط والغاز من كاريش. عيننا على كاريش وصواريخنا كذلك واذا فرضت المواجهة لا مفر منها على الاطلاق”.