بعد عام من التعطيل وأشهر من المساومات والمفاوضات والمعارك الكلامية والصفقات العلنية والسرية تم انتخاب عبد اللطيف رشيد رئيساً لجمهورية العراق خلفا للرئيس برهم صالح، والذي بدوره عيّن محمد شياع السوداني رئيسا للوزراء، الذي يتعيّن عليه تشكيل حكومته خلال ثلاثين يوماً.
جاء انتخاب رشيد بعد أن وافق الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني على سحب مرشحه وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد من السباق الرئاسي مما افسح المجال لانتخاب رئيس جديد.
وتتجه الأنظار حالياً إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي أعلن سابقا انسحابه من الحياة السياسية، بعد أن طلب من نوابه الـ 73 الانسحاب من البرلمان وتقديم استقالاتهم. فقد أثبت الصدر في الأسابيع الأخيرة قدرته على زعزعة المشهد السياسي عبر تعبئة عشرات الآلاف من مناصريه للنزول إلى الشارع. فهل يمكن التحدث عن رابح وخاسر في هذه المعادلة؟
مصادر مطلعة على الملف العراقي تؤكد ان ما حصل جاء نتيجة تطور طبيعي للخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه مقتدى الصدر بانسحابه من مجلس النواب من دون استشارة حلفائه السنّة والاكراد الذين أوصلهم الى حائط مسدود. ما ساعد على حصول انقلاب أداره فيلق القدس وتحالف “الاطار التنسيقي” وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من أجل اعادة العراق الى ما قبل 2019. فهل سينجح هذا الانقلاب؟ الايام حبلى بالدماء.
يولا هاشم