لم ينزل مؤتمر الاونيسكو، مشهديةً ومضمونا، بردا وسلاما على الضاحية. فغداة الندوة التي أعادت تثبيتَ ركائز اتفاق الطائف والتي نظمتها السفارة السعودية، قال عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق “هناك تدخلات مسمومة من السعودية لتحرض اللبنانيين بعضهم على بعض، وتمنعهم من الحوار، فهل يحق للسعودية أن تتدخل في الشؤون اللبنانية”؟ ولفت إلى أن “أحدا لم يطرح تغيير الطائف، ونرى أن استخدام هذه القضية، للتغطية على التدخلات الخارجية التي تمنع الحوار بين اللبنانيين، وتمنع انتخاب رئيس توافقي، ونحن لن نسمح لأي دولة خارجية أن تمارس وصاية على لبنان، أو أن تحدد مواصفات الرئيس، الذي من المفروض أن يكون توافقيا ووطنيا بمواصفات وطنية مئة بالمئة، فهكذا نخرج من الأزمات”.
اللافت في هذا الكلام التصعيدي ضد الرياض، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة انه موجّها الى حلفاء حزب الله قبل المملكة، وفيه نوع من التأنيب لهم. فالجدير ذكره ان المشاركة في اللقاء كان جامعا ولم يغب عنه سوى حزب الله. اما ابرز القوى السياسية الاخرى فهي من اقرب المقربين للضاحية، مِن التيار الوطني الحر ممثّلا بوفد نيابي وبحضور لافت لمستشار الرئيس السابق ميشال عون سليم جريصاتي، الى تيار المردة، كما شارك رئيس المردة سليمان فرنجية شخصيا.
هذا المشهد العابر للاصطفافات التي تمكنت الرياض من رسمه، أزعج “الحزبَ” الذي قرر الرد عليه عبر اعتبار الرياض متدخّلة في الشؤون اللبنانية وساعِية الى منع التوافق بين اللبنانيين.
لكن السفير وليد البخاري لم يطالب الا بضرورة تنفيذ الطائف، اي تطبيق الدستور اللبناني، معوّلا على “حكمة القادة المحليين” وداعيا الى تحصين الاستقرار والى صون الصيغة اللبنانية. حتى ان المؤتمر برمّته لم يأت على ذكر لا القرارات الدولية ولا سلاح حزب الله. فأين التدخّل في الشأن اللبناني في هذا الكلام. وهل أرسلت المملكة سلاحا الى فئة من اللبنانيين ام هل طالبت جزءا منهم بتعطيل الاستحقاق او بانتخاب هذا المرشح لا ذاك؟ ام انها استقبلت النائبَ ميشال معوض في الاونيسكو، كما استقبلت فرنجية؟
كلام قاووق هدفه فقط محاولة التعمية عن اوراق 8 آذار البيضاء رئاسيا وعن تعطيل هذا الفريق المستمر لجلسات الانتخاب بسبب عجز مكوناته، بقيادة الحزب، عن الاتفاق على مرشح واحد يخوض به الاستحقاق، لا اكثر ولا اقل.

لارا يزبك