يُعتبر النائب ميشال معوض المرشح الجدي الوحيد على الساحة الرئاسية اليوم. منذ لحظة إعلان القوى السياسية المعارِضة للمنظومة دعمها له، هو لم يهدأ وعمل على أكثر من خط، لتعزيز “سكوره”.

في الجلسة الاولى، حظي رئيس حركة الاستقلال بدعم نواب الجمهورية القوية والكتائب اللبنانية واللقاء الديمقراطي وعدد من الشخصيات المستقلة. ومنذ ايلول الماضي، هو باشر اتصالاته مع القوى السياسية قاطبة لتسويق نفسه وعرض برنامجه وإطلاعهم على توجّهاته للمرحلة المقبلة في حال وصل الى قصر بعبدا.

هذه الحركة كانت مفيدة وهي بدأت تعطي ثمارها تدريجيا. فاقتنع عدد من النواب السنة المستقلين بالانضمام الى الاطراف المصوّتة لمعوض. ومع مرور الوقت الذي اغتنمه جيدا معوّض، تمكّن من إقناع عدد من النواب التغييريين، بالخروج من تموضعٍ يحرقون فيه اصواتهم بشعارات لا تقدم ولا تؤخر او بالتصويت لشخصيات حظوظها بالفوز معدومة، الى تموضعٍ مفيد خاصة في مضاعفة الضغط على المعطّلين، من خلال التصويت له.

اول هؤلاء النواب كان النائب وضاح صادق من جهته أعلن النائب مارك ضو، أنه وزميلته في الكتلة النائبة نجاة صليبا، سيصوّتان من الآن فصاعدا للنائب معوّض وذلك بعد سلسلة مشاورات جرت بينهم في الأسابيع الماضية.

يزور معوض القيادات الروحية وابرزها البطريرك الماروني ويطلق مواقف بعيدة جدا من الضبابية او الرمادية في ما يخص خياراته ومشروعه. فمن بكركي قال الأربعاء “إعادة انتظام المؤسسات وإعادة تكوين السلطة تكونان بانتخاب رئيس للجمهورية”، مشددًا على “ضرورة الانتخاب وليس “التوافق”.

أداء معوض “النموذجي” فرضه لاعبا اساسيا على الحلبة الرئاسية. من هنا، أتت الزيارة التي قام بها السفير السعودي وليد البخاري مساء الاربعاء إليه  في دارته، مثلا..

فمتى سيكشف الفريق الآخر عن مرشحه؟ وهل سيخوض الاخير معركة نظيفة، ديموقراطية، لا غبار عليها “لبنانية” صرف، للفوز بالرئاسة، كما يفعل معوض، ام سيهبط في القصر عبر تسوية خارجية يستعد البعض لها عبر طَرق أبواب العواصم الكبرى لتسويق أنفسهم ؟  الاكيد ان المترددين ومعهم اصحاب الورقة البيضاء، يساهمون في سلوكهم هذا، من حيث يدرون او لا يدرون، في إبعاد الاستحقاق عن اللبننة.