نفذ موظفو شركتي تاتش وألفا وقفة احتجاجية وتوقفوا عن العمل للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية. هذا في الشكل، خصوصاً أنهم لم يتلقوا أي زيادة على رواتبهم منذ سنوات. لكن في المضمون الوقفة تأتي احتجاجاً على طريقة تعامل وزير الاتصالات جوني قرم، ومستشاره جورج الدويهي.
مصادر متعددة في الشركتين تؤكد أن الموظفين ضاقوا ذرعاً من الدويهي، وهو صهر الوزير، الذي يدير الوزارة، كما لو أنه هو الوزير، رغم أن لا صفة رسمية ولا سلطة له على الموظفين. ورغم أن الخلافات مع الوزير ومستشاره ليست حديثة، لكنها اتسعت بعد رفع تعرفة الاتصالات، التي لم تنعكس تحسناً في رواتب الموظفين، بما يتناسب مع زيادة التعرفة.
وكان الوزير قد حاول نزع فتيل الخلاف وقرر تنظيم لقاء مع الموظفين الذين طُلب منهم تحضير مداخلات. وارسلت رسائل الكترونية لهم لتأكيد حضورهم اللقاء، لكن لم يؤكد الحضور إلا نحو 170 موظفا من 1500 في الشركتين، فألغي اللقاء.
واستمرت الخلافات بين الوزير ومستشاره مع الموظفين، الذين منذ تعيينه وزيراً لم تصطلح الأمور بينهم، خصوصاً في شركة تاتش. فبينما تسير الأمور بشكل شبه طبيعي في ألفا، حيث غالبية المناصب العليا والموظفين، من الموالين للتيار العوني وتيار المردة، العرقلة والتشاوف على الموظفين في تاتش لم تتوقف، نظراً لأن غالبية المناصب فيها موزعة بين تيار المستقبل وحركة أمل.
ربما اراد المستشار تطفيش الموظفين غير الخاضعين لرغباته، أو المعترضين على كيفية تسيير الأمور اليومية. فوصل الأمر حد الخلاف على كيفية تلزيم تغيير دواليب وزيوت وصيانة سيارات الشركة”.
وظهر الخلاف واضحاً بين نقابة موظفي الشركتين ووزير الاتصالات في البيانات المتبادلة. فبعد اتهام الوزير النقابة بأن الدعوة للاعتصام أتت بنوايا استنسابية وأنها غير محقة، صدر بيان عن النقابة قالت فيه: “ليكن الموضوع واضحاً، فالنقابة لم تطلب اي زيادة جديدة على الرواتب انما جُلّ ما طلبته هو تطبيق عقد العمل الجماعي بكافة بنوده والمستحقة من سنة 2018، ولم تطلب اي زيادة بالعملة الأجنبية. وأضافت: “الترقيات والزيادات الاستثنائية لموظفين محظوظين بانتماءاتهم، والدليل محضر لجنة الاتصالات النيابية، وإن كان هناك افتراء فلينشر علناً من تمت ترقيتهم”.
مشاكل الموظفين مع الوزير ومستشاره تتعلق بظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن الأخير يتصرف أنه الآمر الناهي معهم ويوجه لهم الإهانات الشخصية. هذا فيما لب الصراع في الشركتين مع الوزير ومستشاره هو سياسي بين التيار العوني من جهة وتيار المستقبل وحركة أمل من جهة ثانية.