أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده عازمة على إكمال الشريط الأمني على حدودها الجنوبية مع سوريا، فيما جدّد وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو الدعوة لإيجاد توافق بين النظام والمعارضة السورية.
وقال أردوغان: “حتماً سنكمل الشريط الأمني البالغ عمقه 30 كلم والذي نقوم بإنشائه على طول حدودنا الجنوبية”، معتبراً أن الهجمات التي تشنّها “وحدات حماية الشعب الكردية” العصب الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضد العسكريين والمدنيين الأتراك “لن تتمكن من ثني تركيا عن تحقيق هذا الهدف”.
وذكر أن حزب “العمال” الكردستاني وأذرعه في سوريا المتمثلة بوحدات حماية الشعب التي “ترعاها دول خارجية، يستهدف تركيا في كل فرصة ويقتل مواطنيها من دون تمييز بين الأطفال والنساء”، مؤكداً أن “عدم معاقبة التنظيمات الإرهابية على عشرات آلاف الأرواح التي أزهقتها والخسائر الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت بها منذ 40 عاماً، شجعها للظهور من جديد اليوم”.
من جهته، شدّد تشاووش أوغلو على أن بلاده بحاجة إلى “تطهير” الشمال السوري من قوات “قسد” مثلما فعلت في عملية “درع الفرات” قبل سنوات ضد “داعش”، مؤكداً على ضرورة تحقيق توافق “بين المعارضة المعتدلة المعترف بها عبر قرارات مجلس الأمن الدولي وبين النظام”.
وقال أوغلو: “آثار الحرب المستمرة في سوريا منذ 11 عاماً طاولت الجميع”، مضيفاً أن هناك حاجة للانخراط بمحادثات مع النظام السوري من أجل “ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بطريقة طوعية وكريمة”.
وجدّد التأكيد على أن المخابرات التركية على تواصل مع مخابرات النظام، معيداً السبب إلى كون هدف حزب “العمال” الكردستاني تقسيم البلاد ما سيؤثر بطبيعة الحال على سوريا والشعب السوري وفق تعبيره.
وأطلق الجيش التركي قبل نحو أسبوعين، عملية “المخلب- السيف” الجوية، استهدف خلالها عشرات الأهداف التابعة لـ”قسد” شمال شرق سوريا رداً على انفجار شارع الاستقلال المؤدي إلى ساحة التقسيم وسط إسطنبول. وأكد أردوغان أن العملية لن تقتصر على الضربات الجوية، وإنما ستتطور إلى عملية برية تستهدف طرد “قسد” من مناطق تل رفعت وعين العرب (كوباني) ومنبج.
في نفس السياق المدفعية التركية في منطقة عمليات “نبع السلام” شمال شرق سوريا واصلت استهداف مواقع “قسد”، موضحاً أن القوات التركية استهدفت نقاطاً عسكرية في قرى المعلق وصيدا والطريق الدولي “إم-4” ومخيم عين عيسى وصليبة وبير عرب في محيط مدينة ناحية أبيض بريف الرقة الشمالي.