حركة جديدة يطلقها حزب الله على الساحة السياسية. إيقاعها مختلف هذه المرّة. يتمسك الحزب بمواقفه وشروطه نفسها، ولكنه يسعى إلى توسيع هامش التوافق حولها. يتعاطى بهدوء مع الملفات، ولذلك أخذ مبادرة باتجاه ترتيب العلاقة مع جبران باسيل، بعد انقطاع وجفاء وتوتر. خطوة حزب الله باتجاه باسيل اتت بعد زيارة كليمنصو، في محاولة لاستقطاب عدد كاف من الأصوات لانتخاب سليمان فرنجية رئيسا. هذا المسار يوحي بأن الحزب ينتقل من معادلة “البحث عن مرشح توافقي” إلى تقديم مرشحه كشخصية توافقية.
التصويت والنصاب
طرح حزب الله لفرنجية بشكل شبه علني، من شأنه أن يحفز على إطلاق مسار سياسي جديد يفتح الباب أمام محادثات داخلية، إما قد تقود إلى توافق حول فرنجية على قاعدة التسوية، في حال كان قادراً على إقناع الآخرين به، أو ستكون النتيجة إعلان الحزب خوض هذه المعركة، بغض النظر عن سعيه إلى إبرام تسوية قد تعني الانتظار طويلاً إلى أن تتوفر الظروف المؤاتية لانتخابه.
يعتمد الحزب على التهدئة مع التيار ويرفض انتخاب فرنجية مع استمرار الخلاف مع باسيل. وما يشدد عليه حزب الله هو أن يكون تكتل لبنان القوي مشاركاً في جلسة الانتخاب ولا يقاطعها. وهذا جزء من البحث الذي سيستمر مع رئيس التيار الوطني الحرّ، لأن الأساس يتركز على حضور طرف مسيحي قوي في جلسة الانتخاب، وثانياً ضمان نصاب الثلثين، أي 86 نائباً داخل القاعة العامة.
ويعتبر المقربون من الحزب بأنه في حال تم إقناع جنبلاط بخيار فرنجية، فحينها تصبح معركته سهلة، لا سيما أن هناك قناعة تفيد بأن الحزب قادر على استقطاب العديد من أصوات النواب السنّة. ولا يخفي الحزب أنه في ظل عدم الاهتمام الدولي التفصيلي بصياغة التسوية الداخلية في لبنان، فإن هامش التحرك سيكون أوسع. وفي حال كان هناك استغلال لهذا الإهمال الخارجي، فمن الممكن أن ينجح في إيصال مرشحه، على أن يسعى فرنجية إلى ترتيب علاقاته مع الدول العربية، ولا سيما مع السعودية.