الانفجار الاعنف للعدالة وقوسها في لبنان. انتحار او نحر آخر معاقل ‏حصانة الدولة او ما تبقى منها. بسيف المنظومة وعمق تدخلها القاتل، قُطع رأس السلطة ‏القضائية. ومن كان يُفترض ان يعلن الحقيقة الساطعة في انفجار المرفأ، نحر نفسه بسكين ‏ردة الفعل الانتقامية….

يتصارع القضاة على حلبة جثث ضحايا ابرياء. والقوى الامنية حائرة قرار اي قاضي تنفذ؟ ‏ادعاء يقابل بادعاء، ومحاكمة الموقوفين باطلاق سراحهم جميعا بشخطة ‏قلم؟ الحقيقة اصبحت حقيقتين، والحق ينقسم مناصروه وفق ‏الاصطفافات السياسية. وبعد…كيف يمكن وصف حال الدولة بأقل من الفاشلة ‏والمفككة والمنحلة وسط الانهيار والفراغ وانعدام الضمير المسؤول؟

في رد فعل جاء أشدّ وقعاً من عودة القاضي طارق البيطار نفسه الى ‏ملف تحقيقات المرفأ والادعاء على مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات وقادة امنيين، ‏ثار عويدات وانتفض فقرر اطلاق سراح جميع الموقوفين في قضية انفجار ‏المرفأ بدون استثناء ومنعهم من السفر، وجعلهم بتصرف المجلس العدليّ في حال انعقاده ‏وابلاغ من يلزم‎.‎

ولم يكتف بردة الفعل هذه بل استتبعها بأخرى ورد الكيل للبيطار ‏كيلين، اذ ادعى عويدات على البيطار أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز وقرر منعه من ‏السفر‎.‎البيطار قال على الاثر ان “أي تجاوب من قبل القوى الأمنية مع قرار النائب العام ‏التمييزي باخلاء سبيل الموقوفين سيكون بمثابة انقلاب على القانون. اضاف:  المحقق ‏العدلي وحده من يملك حق اصدار قرارات اخلاء السبيل وبالتالي لا قيمة قانونية لقرار ‏المدعي العام التمييزي.  وقال: لن أترك ملف المرفأ وما قام به مدعي عام التمييز مخالف ‏للقانون كونه متنحٍ عن ملف المرفأ ومدعى عليه من قبلي ولا يحق له اتخاذ قرارات باخلاء ‏سبيل موقوفين في ملف قيد النظر لدى قاضي التحقيق..  وافيد ان البيطار لم يستقبل ‏الضابط العدلي  الذي حضر لتسليمه الدعوى الموجّهة ضدّه رافضا تسلمها‎.‎‏ وافيد ان ‏الضابط  قال له “الرّيّس عويدات بدو يشوفك” فأجابه البيطار “أنا اللّي بدّي شوفو وأنا اللي ‏مدّعي عليه ومحددلو جلسة إستماع بعد أيام” فغادر الضابط العدلي منزل البيطار.