تؤكد الوقائع الداخلية والخارجية المرتبطة بالملف الرئاسي حتمية التوافق بين اللبنانيين كحقيقة ثابتة لا مفر منها بالنتيجة، وانه مهما اتسعت دائرة الخلاف في ما بينهم وطال امدها فهم سيصلون في نهاية الامر الى التسوية والدلائل على ذلك كثيرة.
بديهي القول ان الوقت كلفته باهظة جدا على البلد وكلما عجلنا في الحوار خففنا من حجم الاعباء والكلفة الغالية التي سندفعها، ولعل هذا ما ادركه قبل سواه نبيه بري الذي بادر للدعوة الى الحوار والذي يعتزم تجديد الدعوة اليه عما قريب، مرحبا في الوقت ذاته باي محاولة حوارية توفيقية لكسر جدار التعطيل في اشارة الى التحرك الاخير لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلته النيابية، وكذلك ما تقوم به بكركي من مساع لعقد اجتماع مسيحي، لان المهم في رأيه ان نصل الى نتيجة في نهاية المطاف ولا نعلق اي حوار على حبل طويل من الطروحات والاشتراطات المسبقة.
النائب السابق ايلي الفرزلي يدعو القوى المسيحيية المؤثرة في الانتخابات الرئاسية الى المسارعة لملء الشغور من خلال التسوية المتاحة راهنا بالتفاهم على مهام الرئيس العتيد المناط به الحفاظ على السيادة والدستور. مضيفا ان مشكلة لبنان كما يعتبرون هي في سلاح حزب الله وعدم ضبط الحدود مع سوريا وموضوع النازحين واختلال العلاقات مع الدول العربية وتحديدا مع السعودية. وسأل من القادر غير سليمان فرنجية على القيام بهذه المهام وحماية دستور الطائف وهوية لبنان العربية؟ أليس هو الاجدر بالحديث مع حزب الله وسوريا والاكثر تمسكا باستقلال لبنان وسيادته وباعتباره لا ممر ولا مقر لاي بلد أو شعب اخر ؟
وعن الحديث عن امكان تأمين الثنائي الشيعي 65 صوتا لانتخاب فرنجية خارج الكتلتين المسيحيتين الاكبر ولو كان ذلك من دون ميثاقية، قال ان الميثاقية تتوفر بالنصاب لا بالانتخاب وعندها على كل كتلة او فريق تحمل المسؤولية، مستبعدا بناء على التجارب السابقة النجاح لمسعى بكركي في جمع القوى المسيحية وتوافقها على مرشح.