بعد مرور 23 عاماً على تحرير الجنوب، قرّر حزب الله أن يحتفل بذكرى “عيد التحرير” بطريقة مختلفة عن سابقاتها، ودعا وسائل الإعلام إلى جولة على أحد معسكراته في منطقة عرمتى الجنوبية، لحضور مناورة عسكرية لمقاتلي حزب الله في معسكر “المروج” بغية إظهار “جهوزيتهم لأي معركة إسرائيل”.
في خطوة لافتة، أراد حزب الله توسيع نطاق الدعوة، فلم يحصرها بوسائله الإعلامية والموالية له، بل طالت مختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية من دون استثناء تقريباً، بما يدل على رغبته بإيصال رسائله على نحو واضح ومشهدي.

وطوال الأسبوع الماضي، تكفّل المسؤول الإعلامي لحزب الله بالتواصل مع جميع وسائل الإعلام، وسُمح بمشاركة الجميع شريطة تقديم المعلومات المطلوبة عن المراسل ووسيلته الإعلامية، وطُلب منهم التجمع في منطقة طريق المطار للإنطلاق مع عناصر حزب الله في باصات كبيرة.

زيّن حزب الله الجدران بصور قادته، ورُددت أنشودة علي بركات “ما تغلطوا معنا” بصوت مرتفع، ووزعت القهوة والمعجنات على المراسلين.
أخفى المقاتلون وجوههم بالأقنعة والنظارات الشمسية، وبدأ العرض العسكري الأول على الدراجات النارية.

العرض الثاني يطلق عليه: “الدفاع الشخصي والقدرة البدنية”، لإظهار قدرة كل مقاتل على تسلق الحبال وتجاوز الموانع وحمل الأوزان الثقيلة كالصواريخ.

أجريت المناورة بالذخيرة الحية، فاستخدم الرصاص الحي، والقنابل الصوتية والدخانية، والقذائف الصاروخية.
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، هاشم صفي الدين أن هذه المناورة هي رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي ليدرك أن المقاومة الإسلامية “لم تتعب ولم تتراجع بعد”.

واعتبر صفي الدين أن الحل المناسب لحماية الأراضي اللبنانية هو استخدام القوة والسلاح، موجهاً رسالته إلى الشعب اللبناني قائلاً: “إطمئنوا، هذا السلاح لحمايتكم، اعتمدوا على المقاومة، هذا السلاح لجميع اللبنانيين، فلماذا الخوف والقلق؟”