في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، استقالته من رئاسة الحزب، ومن مجلس القيادة الحالي. وعملاً بأحكام دستور الحزب ونظامه الداخلي، دعا جنبلاط إلى مؤتمر عام انتخابي في 25 حزيران 2023، وكلّف أمانة السر العامة إتمام التحضيرات اللازمة وفق الأصول، وحسب الآليات المعتمدة، وإصدار التعاميم ذات الصلة بمواعيد قبول طلبات الترشيح، ومهلة الانسحاب، وكافة الشروط المتعلقة بالعملية الانتخابية، وإعداد لوائح أعضاء المؤتمر العام وتوجيه الدعوات إليهم.
وحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن جنبلاط منذ فترة وضع هذا الخيار في حساباته، لتسليم مقاليد القيادة السياسية والحزبية لنجله تيمور، الذي يترأس كتلة اللقاء الديمقراطي. وتأتي خطوة جنبلاط بعد الكثير من الكلام في لبنان حول وجود تباين في الآراء أو وجهات النظر بينه وبين نجله، وخصوصاً في ما يتعلق بالمقاربات السياسية وفي ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية. إلا أن جنبلاط نفى التباينات، معتبراً أنه يريد إفساح المجال للجيل الجديد. وهو قال مراراً في الفترة السابقة بأنه “أصبح جزءاً من التاريخ والماضي، فيما المستقبل لتيمور ولرؤيته”.
ومن بين المعلومات التي كانت تتحدث عن تباينات في وجهات النظر، كلام يتعلق باتخاذ جنبلاط موقف وسطي في انتخابات رئاسة الجمهورية، مع فتح المجال لإمكانية السير بسليمان فرنجية. فيما هذا الأمر مرفوض من قبل تيمور جنبلاط، الذي يقول في أوساطه إنه لا يريد الدخول في أي شكل من أشكال التسويات القديمة.
جنبلاط الأب، وفي تصريحات عديدة مؤخراً، أشار إلى أنه يرفض الاصطفاف بين محورين، وأنه في حال اتجهت الأمور إلى جلسة انتخابية على قاعدة التحدّي بين مرشحين، وليس على قاعدة التوافق، فهو سيلجأ إلى خيار الورقة البيضاء.