يبدو ان فريق الممانعة في لبنان، غير راض عن المفاوضات التي تدور وإن ببطء حتى الساعة، في العلن والكواليس، لايجاد حل للنزاع الحدودي “البري” بين لبنان واسرائيل، على غرار ما جرى ابان الاتفاق على الترسيم “البحري” بين الجانبين”.
فبعد زيارة المنسّق الرّئاسي الأميركي لأمن الطّاقة والبنى التّحتيّة الدّوليّة آموس هوكشتاين الى بيروت والتي حضر فيها الملف “البر” في مشاوراته – وقد اعلن في نهاية جولته “ان الوقت حان لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل”، مضيفا “حان الوقت لمراجعة الإطار (..) الذي سمح بالتوصل إلى نتيجة على صعيد الحدود البحرية والعمل كذلك على سلام بري” – تحركت ماكينة الممانعة الاعلامية، للتشويش على اي مسعى لايجاد تسوية لهذه القضية، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
فمجرّد نشر صحف واقلام الاعلام الذي يدور في فلك حزب الله مقالات وتقارير ومعلومات عن المحادثات الجارية وعن تلك التي دارت في الاجتماع الثلاثي الاخير اللبناني – الاسرائيلي برعاية اليونيفيل في الناقورة، ومعظمها مغلوط وغير دقيق، يدلّ بحد ذاته، على رغبةٍ بتخريب المحادثات الحاصلة، وفق المصادر.
على اي حال، اعتبر الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي ان “المناقشات التي تجري في الاجتماعات الثلاثية سرّية، وأن التقارير الإعلامية التي صدرت تحتوي على تكهنات لا تعكس بدقة المناقشات التي جرت”، مشيرا الى ان “مثل هذه التقارير المستندة إلى اشاعات غير مؤكدة يمكن أن تعرّض للخطر التقدم المحرز حتى الآن لناحية الحدّ من التوترات والمضي قدما في المناقشات بشأن المسائل التي لم يتم حلّها على طول الخط الأزرق”. وشدد الناطق الرسمي باسم اليونيفيل على “العمل لمواصلة المناقشات تحت رعاية اليونيفيل بهدف نهائي هو معالجة جميع القضايا على طول الخط الأزرق”.
كما استدعى ما نُشر في الاعلام ردا من قيادة الجيش التي أعلنت امس في بيان ان “بتاريخ 12/ 9/ 2023، عقد في الناقورة اجتماع ثلاثي برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء أرولدو لاثارو، وبحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد منير شحادة، وذلك لبحث النقاط ١٣ المتحفظ عليها والتي اعتُبرت خرقًا، من دون التوصل إلى اتفاق. و تَقرر أن تستمر الاتصالات والاجتماعات تحت رعاية الأمم المتحدة. ونفت قيادة الجيش “المعلومات المتداولة حول التوصل إلى أي اتفاق في هذا الخصوص”.
ليس مستغربا ان تحاول “الممانعة” إحباط اي حل للنزاع البري، تتابع المصادر. ففي حال تم التوصل الى اتفاق حول النقاط التي عليها خلاف بين لبنان واسرائيل، وانسحبت الاخيرة من المناطق اللبنانية التي تحتلّها، فإن الامر الواقع هذا سيشكل عاملا ضاغطا على حزب الله، اذ بأي ذريعة سيدافع عن تمسّكه بسلاحه، في حال تحرّر لبنان وتم ارساء هدوء بحري وبري بينه واسرائيل؟ هل يمكن ان يقول انه سيُبقي سلاحَه حتى تتحرر القدس مثلا؟ وطالما يهدد دائما بأنه قادر على ازالة الكيان العبري عن الخريطة، فلماذا لا يفعل ذلك اليوم؟!