كرر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، رفضه للحوار، معتبرا انه مضيعة للوقت ومأساة.

وسأل عبر “أخبار اليوم”: “لماذا لا يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ الآن – طالما النية متوفرة لديه – الى عقد جلسة مفتوحة بدورات متعددة لانتخاب رئيس للجمهورية، بدلا من عقد حوار لمدة اقصاها سبعة ايام ثم الاتجاه الى تلك الجلسة. واضاف: فيما يتعلق بما يسمونه “الحوار”، فهو ليس سوى مضيعة للوقت وخارج الدستور والعرف وخارج كل ما هو متعارف عليه”.

وفي هذا السياق، ذكّر جعجع انه منذ بدء المهل الدستورية للاستحقاق الرئاسي كل الأطراف والقوى في لبنان تحاورت مع بعضها البعض، أكان على المستوى الثنائي أو الثلاثي، ويمكن القول انه عقدت مئات الاجتماعات بين مختلف الكتل النيابية، وبالتالي اذا من خلال تلك الاجتماعات -التي يكون فيها النقاش فاعلا-  لم يتم الوصول الى نتيجة، فهل يمكن الوصول اليها اذا  ضم الحوار اكثر من 50 شخصية في مجلس النواب، خصوصا وان موضوع الحوار المطروح هو محاولة التوافق على اسم لرئاسة الجمهورية.

وإذ أشار الى أن “القوات” تحاورت مع كل المعنيين في الغرف المغلقة وكما يجب لمحاولة الوصول الى حلّ للمعضلة الرئاسية ولم نتمكن، قال جعجع: السبب الأساسي هو أن لدى محور الممانعة مرشح واحد لا يزيح عنه.

وردا على سؤال، اسف الى أن البعض يردد نغمة الحوار دون أن يدرك عما يتكلم، مشيراً الى ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان خلال زيارته الأخيرة الى لبنان قدم طرحا وحيدا هو تخطي ترشيحي الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد ازعور والاتجاه نحو الخيار الثالث دون ان يدخل في الأسماء، وذلك في ضوء جلسة 14 حزيران الفائت حين حشد فريق الممانعة كل قواه ولم يحقق الا 51 صوتا لمرشحه، كما ان المعارضة عقدت الاتفاقات يمينا ويسارا لتحقق 59 صوتا لازعور. ولفت جعجع الى أن كل الأطراف ردت إيجاباً على هذا الطرح باستثناء فريق الممانعة الذي رفض بشكل كلي الخيار الثالث.

وهنا سأل جعجع: بأي منطق يدعو فريق الممانعة الى الحوار، بعد ما رفض الخيار الثالث بمجرد طرحه وقبل الوصول الى الأسماء. وقال: ما نحذر منه منذ أكثر من ثمانية اشهر اصبح واضحا اليوم… الحوار هو ملهاة لا بل مأساة لتضييع المزيد من الوقت وتضييع “الشنكاش”.

سئل: بالأمس اكدتم التمسك بترشيح ازعور وحض النواب المحايدين الى دعم هذا الترشيح، الا يعتبر الأمر أيضاً رفضاً للخيار الثالث؟ أجاب جعجع: اكدنا دعمنا لجهاد ازعور بعدما رفض الفريق الآخر الخيار الثالث، لكن اذا ادرك هذا الفريق أننا وصلنا الى حائط مسدود وايد الذهاب الى الخيار الثالث عندها لكل حادث حديث، ففي المبدأ، نحن مستعدون للبحث، ولكن الفريق الآخر اقفل الباب بشكل كلي.

ولكن، تابع جعجع: على أي حال ازعور هو الخيار الثالث كونه لم ينتمِ يوما الى أي حزب ولم يكن لديه أي موقف سياسي وتنطبق عليه مواصفات الخيار الثالث.

 وعما إذا كان “التيار الوطني الحر” أيضاً متمسكا بترشح ازعور، قال جعجع: المشكلة ان “حزب الله” يرفض الخيار الثالث وطالما هذا الخيار غير مطروح فان “التيار” متمسك بازعور انطلاقا من موقفه العلني.

على صعيد آخر، وتعليقا على اتهام “القوات” بتوتير الأجواء بين عين أبل والقرى المجاورة لها بعد الأشكال الذي حصل في 11 الجاري بالتزامن مع إحياء ذكرى أربعين إلياس الحصروني؟ استخف جعجع بهذا الاتهام، قائلا: “معهم حق “القوات” هي من قتل الياس الحصروني وتوتر الأجواء”… كاشفا أننا تبلغنا منذ يومين من الأجهزة الأمنية المعنية أنها غير قادرة على الاستمرار في التحقيق… وهذا الامر وحده كافي للدلالة على الجهة المرتكبة، أضف الى ذلك أن كل الأدلة والشبهات والقرائن الموجودة تدل الى “حزب الله”. وسأل: بعد كل ذلك هل يمكن ان نستنتج ان كتيبة اجنبية عاملة في الجنوب أتت الى عين ابل وقتلت الحصروني؟!… بالطبع كلا.

وختم جعجع: من يوتر الوضع ليس فقط في الجنوب بل على مساحة لبنان ككل هو من يقتل… ومؤخرا قتل الياس الحصروني.