في انتظار الزيارة الرابعة للموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان، يستمر الفراغ الرئاسي في الدوران بنفس الحلقة المفرغة منذ 11 شهرا، دون اي بارقة امل على الرغم من التعويل على كسر شيء من الجمود بعد اجتماع اللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني في نيويورك بعد ايام، والدور القطري، حيث تردد ان زيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي ستكون في 5 تشرين الأول المقبل.
ولكن كيف يمكن تقييم الزيارة الثالثة للودريان الى بيروت، بعد تعيينه موفدا رئاسيا في حزيران الفائت؟
اشار مصدر مواكب، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان لودريان اراد ان ينعش المبادرة الفرنسية واعطى اشارة لما يسمى بـ”الخيار الثالث”، معتبرا ان هذه الاشارة اتت لانقاذ اللجنة الخماسية نظرا للخلاف المستتر بين اعضائها او الدول المشاركة فيها: الخلاف الفرنسي مع الاطراف الاخرى، خلاف السعودية وقطر التي تعمل بالوكالة عن الاميركيين، صمت واشنطن، وانحسار دور مصر، وبالتالي يمكن القول ان اللجنة الخماسية مشتتة، ولو كانت في العلن تحاول اظهار اتفاقها.
لكن على المستوى الداخلي سجل المصدر ان العلامة الفارقة تتمثل باجتماع النواب السّنة او غالبيتهم في دارة السفير السعودي وليد البخاري بوجود لودريان، ما يدل على تنسيق شكلي بين اطراف اللجنة الخماسية، وتحديدا فرنسا والسعودية.
ولفت المصدر الى ان اللجنة الخماسية تعاني من امرين يحولان دون التقدم: اولا التشتت، وثانيا النقاش حول توسيع نطاقها والهدف هنا ايران.
وردا على سؤال حول تلقف الخيار الثالث على مستوى الداخل، قال المصدر: الامر تبدد فورا، فما ان انهى لودريان كلامه، حتى توجه النائب محمد رعد الى بنشعي، للقاء المرشح الوزير السابق سليمان فرنجية. وهدف حزب الله هنا انه والفرنسي ما زالا على خط واحد.
وبذلك، تابع المصدر: حزب الله “اوقع” المسيحيين مجددا في رفض المبادرة الفرنسية، التي يمكنهم ان يكونوا ضدها دون ان يعلنوا ذلك بهذه الصراحة من خلال رفض الحوار في قصر الصنوبر وليس الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري في المجلس النيابي.
واشار المصدر الى ان المسيحيين اصبحوا بوجه فرنسا “امهم الحنون”، اي ان القوات والكتائب يتحملان عرقلة حوار لودريان، والى جانبهما التيار الوطني الحر الواقف في منتصف الطريق دون ان يحدد خياراته بشكل واضح وهدفه من الخيار الثالث -اذا تم السير به – معروف وهو التخلص من المرشحين فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون.
واعتبر المصدر ان لودريان قام بما هو مطلوب منه اي انه طرح الخيار الثالث وحاول احياء المبادرة الفرنسية الاساسية الداعمة لترشيح فرنجية، لكن هذا لا ينفي ان الرئيس ايمانويل ماكرون غاضب وحانق، بعدما اتته الضربة من بيت ابيه اي المسيحيين الرافضين لمبادرته.
وختم المصدر عينه: نجح حزب الله في استراتيجيته هذه في “حشر” المسيحيين بوجه فرنسا .
الكاتب:رانيا شخطورة
المصدر:”اخبار اليوم”