دخلت الحرب في غزة شهرها الثاني من الدمار، ما الذي قام به العرب و”الدول الإسلامية” لنصرة غزة أو بالأحرى لنصرة القضية الفلسطينية التي بات موضوع الايمان بها على وشك الاستحالة كي لا نقول مستحيلاً.
حماس فصيل مسلح مدعوم ايرانيًا غامر في السابع من تشرين الأول بهجوم مباغت على إسرائيل وكانت عملية فريدة من نوعها، جرى من خلالها اقتحام سكنات عسكرية إسرائيلية وأسر جنود ومدنيين نتج عن عملية أكثر من 300 قتيل. ما كانت تتوقع حماس أن تكون ردة فعل إسرائيل على ما ذكرناه؟ إسرائيل أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط نسبة لعديدها وجهوزيتها وعتادها المتطور والدعم الأميركي المفتوح لها، هل كان المتوقع منها أن تبكي على الاطلال مثلا؟
يحكى ان حماس غدرت من قبل محور الممانعة التي تنتمي اليه، وهذا منطقي، اذ ان هذا المحور لم يقدم لها شيء، حزب الله في الجنوب اللبناني يرمي بصواريخه التي تسقطها القبة الحديدية الإسرائيلية أو استهداف كاميرات مراقبة على الشريط الحدودي في المقابل تستهدف إسرائيل خلاياه مخلفة له اكثر من 70 قتيلاً، بالإضافة تنصل نصرالله في خطابه الأول من حماس، حيث قال ان ما قامت به حماس لا علاقة للحزب به ولا حتى ايران.
بشار الأسد على مقاعد الحياد مما يجري في غزة وهضبة الجولان السكون يخيم عليها.
الحوثيون في اليمن يعلنون إطلاق الصواريخ على إسرائيل وهم والجميع يعلم انها من المستحيل ان تصل الأراضي الإسرائيلية وهذا ما يحصل.
من ناحية العرب، من ينظر للمشهد من بعيد تخطر في ذهنه فرضية أن إسرائيل محاطة من دول عربية (الأردن، مصر وسوريا) وميليشيا إيران في جنوب لبنان، لو كانت القضية الفلسطينية أسمى القضايا لدى العرب، أليس من البديهي ان تحرك هذه الدول جيوشها تجاه إسرائيل اليوم؟ الدولة اللبنانية خارج الدول هذه كونه لا إمكانية عسكرية تذكر لتحريكها، ومن ناحية أخرى حياد لبنان ضروري من هذا الصراع فوضعه اليوم لا يسمح بالحروب ويكفي له الوزر الذي تحمله بسبب القضية الفلسطينية.
لكن في الواقع اقتصر الموضوع بعقد قمم عربية وإسلامية ببيانات رنانة على السمع وارسال مساعدات كان أبرزها أكفان للقتلى.
ما يضمره العرب في نواياهم انهم أرادوا التخلص من حماس أو أحد أذرع إيران في العالم العربي للوصف الدقيق.
المنطقة الإقليمية تتجه لشرق أوسط جديد أبرز اللاعبين فيه ايران والسعودية، وهذه الأخيرة تتفوق على الأولى بالاقتصاد والتطور وكافة مؤشرات دول العالم الشمالي، بينما ايران في نظر الجميع الدولة العسكرية المصدرة للإرهاب، لذا حركت حماس في غزة لتوصل عبرها برقية لسعودية ان لا سلام في الشرق الأوسط دون ايران. وكان خيار حركة حماس في غزة بمعتقداتها ان القضية الفلسطينية تدق في وجدان العرب والعالم، فيكون الضغط على السعودية عربي ودولي.
خلاصة القول حركة حماس تلفظ أنفاسها الأخيرة، واليوم الأنظار الى ما بعد حماس في قطاع غزة، في المقابل هاجس خوف بات يتداول في مجالس حزب الله وهو” اذ تخلصت إسرائيل من حماس في غزة التي هي كشوكة في خاصرتها، عندها لا يبقى لها سوى حزب الله في الجنوب اللبناني، فتتفضى له ويتيح لها بضربه كل ما تشاء”.