في تطور مفاجئ ونوعي، يفتح الجنوب اللبناني أمام فصائل متعددة للقيام بعمليات عسكرية، ويعيد التذكير بحقبات سابقة، أعلنت حركة حماس عن تأسيس “طلائع طوفان الأقصى”. ووجهت حماس في بيان إلى أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني نداءً للانضمام إلى هذه الطلائع للمشاركة في صناعة المستقبل وبتحرير القدس والمسجد الأقصى. وجاء في البيان أنه تأكيداً على دور الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة بمقاومة الإحتلال بالوسائل المتاحة والمشروعة، واستكمالاً لما حققته عملية طوفان الأقصى، وسعياً نحو مشاركة الشباب والرجال في مشروع مقاومة الاحتلال والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية، تعلن عن تأسيس هذه الطلائع وضرورة الانتساب إليها.
وتمثل هذه الخطوة تحولاً في مجريات الأمور على الصعيدين العسكري والسياسي. فعسكرياً سيصبح الجنوب منطقة مفتوحة لفصائل متعددة ومنطقة عمليات عسكرية. أما سياسياً فبلا شك أن الخطوة ستحدث ردود فعل اعتراضية كثيرة في الداخل والخارج، وهي تتناقض مع القرار 1701 الذي تطالب الدول لبنان بتطبيقه والإلتزام به.
لا شك الجميع يعرف أن  “طلائع طوفان الاقصى” ليست جمعية ثقافية بل انها عسكرية تتقن ثقافة الموت التي يتلمذها محور الممانعة الايراني. ما اعلنته حماس فرع لبنان هو مسمار جديد في نعش الدولة اللبنانية ودليل على تحللها. كما الماضي يسير الحاضر بإتجاه المستقبل، بمعنى أوضح اتفاقية القاهرة ومنظمة التحرير وصولاً الى حرب الـ 1975، نفس المسار اليوم لكن اللاعبون تبدلوا. لم يتعظ جيل اليوم من التاريخ وعلى ما يبدو أن جيل الامس لم ينور شباب اليوم.
هذا السلاح الخارج عن سيطرة الدولة اللبنانية والذي بيد أجانب ويجاهرون به على العلن، اخذين من الجنوب اللبناني منصة لتنفيذ أجنداتهم، حالبين الويلبات الى أهل الجنوب اللبنانيين، زعلى المثل اللبناني” مش كل مرة بتسلم الجرة” أي انه سيأتي اليوم الذي نرى فيه أهل الجنوب ينتفضون بالسلاح في وجه السلاح لتجنيب ممتلكاتهم العدوان الاسرائيلي.
في المحاصلة لبنان دولة سيدة مستقلة تتجرئ عليها بعض أذرع المنطقة لكن سرعان ما تلفظهم خارجًا ويبقى فيها من اختار العيش في سلام، فصائلكم لن تعلوا على الدولة وقضاياكم الغريبة عن لبنان لن يدفع اللبنانيون ثمنها مجددًا.