حتى اللحظة لا يبدو أن حزب الله مصمم على  توسيع رقعة الحرب في الجنوب لأن كلمة السر لم تأت بعد من إيران وقد لا تأتي مطلقا لأنها تدرك أن تخطي التكتيك العسكري الذي يعتمده الحزب يعني فتح جبهة إقليمية وربما دولية. والأكيد أن لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل ولا حتى إيران يريدونها حربا شاملة.

وما بين احتمالات سيناريوهات الحرب المطروحة يضاعف الجانب الإسرائيلي تهديداته وليس أخرها ما صدر اليوم عن جريدة التايمز نقلا عن ضابط إسرائيلي من أن الجيش الإسرائيلي وضع خططاً لغزو لبنان. وكأنه أيقن أن تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتحويل بيروت إلى غزة-2، لم تثنِ الحزب عن إطلاق المسيرات وقتل عدد من جنوده في ما يمعن الجيش الإسرائيلي بقتل المدنيين والأطفال.

يحصل كل ذلك على وقع زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى لبنان حيث وصلت إلى بيروت بعد زيارة إسرائيل وستطرح الرسائل التي حملتها من حكومة نتنياهو على المسؤولين اللبنانيين الذين ستلتقيهم وفي مقدمة العناوين وقف التصعيد في جنوب لبنان كما يرجح أن تبحث في مشاريع تهدف إلى الضغط على حزب الله بهدف الإنسحاب من الجنوب إلى شمال نهر الليطاني.

هذه الطروحات ما كانت لتضعها كولونا على طاولة المباحثات مع السياسيين اللبنانيين الذين بدأت تلتقيهم تباعا بحسب البرنامج المقرر لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على نقل رسالة “نارية” مفادها، إما إبعاد الحزب عن حدودها بالطرق والوسائل الديبلوماسية أو يكون البديل باللجوء إلى القوة.ويتزامن ذلك مع كلام يدور في أروقة الديبلوماسية الفرنسية-الأميركية عن جهود تُبذل من قبل الطرفين لتغيير الواقع الأمني في جنوب لبنان. فهل يعني ذلك إعادة إحياء وتفعيل القرار 1701، أم يفعلها نتانياهو ويعلنها حرباً “عليّ وعلى أعدائي”؟