بعد اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري بغارة إسرائيلية استهدفته في الضاحية الجنوبية لبيروت، تلاه خطابان لنصرالله أقل ما يقال عنهما أنه غاب عنهما المضمون وكثر فيهم الانشاء.

في خضم انشاء نصرالله التي باتت اطلالته دون هيبة، تطرق الى ان “المقاومة تدرس الرد على اغتيال العاروري الذي لا يقود الى حرب”. العبارة هذه كشفت مدى ارتباك الحزب مما يجري على الساحة من غزة وجنوب لبنان وسوريا وصولا الى ايران.

في المنطق وإذ بحسب أحاديث الممانعين في الاعلام ان اللعبة محصورة ضمن قواعد الاشتباك كما يدعون، فالرد على اغتيال قيادي يكون باغتيال قيادي من الجانب الاخر، لكن الرد كان باستهداف ثكنة عسكرية أسفر الى اضرار لا تذكر ولا معلومات مؤكدة عن مصابين أو قتلى.

أم من ناحية الرد الذي لا يقود الى حرب، فما المقصود؟ هل ستطلبون الاذن بالرد وفي المقابل يتكرم عليكم الإسرائيلي بوعد يعدكم فيه بعدم شن حرب؟

الملفت أكثر في المقولة “لا يقود الى حرب”، ما تفسيركم لما يتعرض له الجنوب اللبناني اليوم من غارات جوية وقصف مدفعي؟ قضاء وقدر؟

لبنان في حالة حرب وجنوبه أول الضحايا، ضحية سلاح لا يخضع للشرعية اللبنانية بل ذراع تحرك من الخارج خدمة لمصالح دولة أخرى، وهذا بحسب الدستور اللبناني هو المعنى والمفهوم الواضح “للعمالة”. والعاصمة بيروت ضحية إيواء قادة منظمة مصنفة إرهابية بالإضافة الى السماح لهم باستئناف نشاطاتهم، لذلك كانت الوجهة المناسبة لاغتيال العاروري.

الإسرائيلي في موازاة حربه على غزة يجهد جاهدًا بالمطالبة من المجتمع الدولي بتطبيق القرار 1701 مع لبنان، والمسؤولون الإسرائيليون يكررون بحسم ان تطبيق بنود القرار ستطبق، سواء بالدبلوماسية أم بالعملية العسكرية ليصبح جنوب الليطاني منطقة خالية من سلاح الميليشيات.

التلطي خلف اصبعكم الذي اعتدتم ان ترفعوه على شركائكم في الداخل اللبناني، لن يغير مجرى الحقيقة. أقحمتمونا في حربٍ لا مصلحة لنا كلبنانيين فيها ولا قدرة لتحمل وزرها إكرامًا لأهداف محور لن نرى منه سوا الدمار.