نشرت اسرائيل في الامس منظومة الراجمات الصاروخية التابعة لها باتجاه الحدود مع لبنان، بالإضافة نقل موقع “واللا” الإسرائيلي عن ضباط إسرائيليين كبار، دعواتهم لتحويل القتال ضد حزب الله على الحدود اللبنانية “من الدفاع إلى الهجوم”، كما وايضًا إسرائيل لا تتردد في تنفيذ عمليات الاغتيال للقادة في حماس وحزب الله وإيران سواء على الاراضي اللبنانية ام السورية.

 فإن كبار ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي بعثوا برسالة إلى هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية، قالوا فيها: “حان الوقت لتحويل الأولويات من الجنوب إلى الشمال”، و لتغيير أهداف القتال ضد حزب الله من نظام دفاع محدود أو “دفاع قاتل” إلى هجوم محدود.

في ظل هذا الدعم الدولي الذي التف حول اسرائيل بعد تعرضها للهجوم التي شنته حركة حماس عليها تحت عنوان “طوفان الاقصى” مما نتج عنه حوالي 1400 قتيل اسرائيلي بين جنود ومدنيين، وهذا ما ادى الى الحرب التي تشهدها غزة اليوم، نرى اليوم ان اسرائيل باتت أولوياتها حماية حدودها، في المقابل حزب الله أيضًا يطمح ان لا يضمحل وجوده في المنطقة وخاصة في “التركبية” التي هندسها على الساحة اللبنانية وفي مؤسسات الدولة.

غزة باتت على شفير الانتهاء مما يوجه الأنظار على الجبهة الشمالية مع حزب الله الذي صادر قرار الحرب والسلم من الدولة. الجبهة الشمالية ومن ناحية التوقيت، اليوم هو الأنسب، دعم دولي لإسرائيل، الدول العربية في صمت، دول الممانعة يتحلون في “الصبر الاستراتيجي”، لذلك تحريك ملف الشمال بالنسبة لإسرائيل مناسب اليوم.

إبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل هو الغاية لعودة النازحين من المستوطنات الحدودية، لذلك التصعيد الإسرائيلي باتجاه لبنان موجود، والضغط لتطبيق القرار 1701 الذي ينص على تحويل منطقة جنوب الليطاني منطقة معزولة من سلاح الميليشيات. تهدد إسرائيل بأنها ستسعى الى تطبيق القرار بالسبل الدبلوماسية وان لم يلتزم به الحزب ستضطر الى العمل العسكري.

في هذا السياق، نعي جميعنا ان لا ايران ولا حزب الله قادران على خوض حرب مفتوحة مع إسرائيل لأسباب عدة ابرزها التفوق العسكري الذي بحوزة إسرائيل مقارنة مع الحزب والدمار الذي سيلحق بلبنان اسوة بغزة، وهذا ما يفتح باب الجلوس الى طاولة المفاوضات،عندها تكون المعضلة الأهم، فلبنان دون رئيس وحكومة محدودة الصلاحيات، فمن يفاوض؟ وهنا يكمن الخوف في ان تجري التسوية على حساب الدولة اللبنانية مقابل أن تكون بيروت جائزة ترضية مقابل حماية حدود إسرائيل.