عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع اصدروا البيان التالي:
1- يقف الآباء موقف التأييد الكامل لما أعرب عنه صاحب الغبطة من رفضٍ للمتاجرة بحياة المواطنين في الجنوب اللبناني، الذين ضاقوا بالتصعيد الميداني المُهدِّد للأرواح والممتلكات. ويشجبون شجبًا تامًا محاولات التعريض بإعلان بكركي مُسانَدتها هؤلاء المواطنين ودعوتها إلى رفع سيف القتل والتدمير عنهم. ويُعبِّرون عن ألمهم البالغ أمام الأوضاع المُزرِية التي دفعتهم إليها السياسات المتفرّدة، فيما كان المطلوب السهر على المنطقة الحدودية، من خلال تعزيز الأجواء السياسية والدبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701، لا التمادي في تفجير أيامها ولياليها.
2- يعود الآباء إلى التأكيد أن الفراغ المُتمادي والمُتفاقِم في الدولة يأتي نتيجةً للفراغ في رئاسة الجمهورية. وإذ يتابعون تحرُّك اللجنة الخماسية مجددًا على خط تحقيق الإستحقاق الرئاسي، يأملون بخاتمةٍ إيجابية وسريعة له، تحدّ من معاناة لبنان واللبنانيين. وهذا لا يعفي السادة النوّاب من واجبهم الدستوريّ في الإسراع بانتخاب رئيسٍ جديد للجمهوريّة.
3- يرى الآباء أن إقرار الموازنة العامة بما تضمّنته من شوائب وعيوب وتعريض بحقوق المواطنين وبالعدالة الإجتماعية، لا يُعفي المسؤولين من السهر على اتقاء الهدر في المال العام والحرص على تحصيل موارد الدولة وتسهيل شروط الإستثمار.وهذا يتطلّب المحافظة على أجهزة المراقبة والمحاسبة في الدولة وتفعيلها كي تقوم بدورها كاملًا.
4- يُحذِّر الآباء من المحاولات الجارية، دوليًا ومحليًا، لتمريرِ ترسيمٍ مشبوه للحدود بين لبنان وإسرائيل، خالٍ من أيِّ ضماناتٍ دولية واضحة وثابتة. ويلفتون الإنتباه إلى أن التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية، وأن ما يتم خارج رعايته وإدارته وموافقته باطلٌ ولاغٍ.
5- يدعو الآباء، أمام الإنهيارات التي أصابت التربة والطرق والجسور في مناطق عدة، من جراء الأمطار والسيول المُتلاحِقة، إلى إعلان حال طوارئ في الإدارات المُختصَّة والبلديات والإتحادات البلدية، من أجل مُعالَجة ذلك، لاسيما على صعيد الطرقات المرورية الدولية.
5- يُصادِف نهار الجمعة المقبل، 9 شباط، عيد أبي كنيستنا القدِّيس مارون. وينضمّ الآباء في هذه الذكرى الكبرى إلى أبنائهم وبناتهم وإلى المسيحيين عمومًا وسائر اللبنانيّين، مُلتمِسين رحمة الله للوطن المُعذَّب، ورجاء خلاصه وعودته إلى أجواء السلام والاستقرار والإزدهار. وفيما نبدأ الإثنين المقبل زمن الصوم الكبير المبارك، فإنّا مع أبناء كنيستنا وبناتها مدعّوون للإلتزام بالصوم والقطاعة والصلاة وأعمال المحبّة، وفقًا لتوجيهات صاحب الغبطة والنيافة أبينا البطريرك في رسالته العامّة لهذا الصوم، ونسأل الله أن يجعله زمن نعمٍ وخيرٍ وبركة.