كان مضحكًا في خطاب نصرالله الأمس إتهام الهاتف الخلوي بالعمالة.

أدى التخبط الذي يعيشه أمين عام الميليشيا الإيرانية في جنوب لبنان، الى عدم معرفة كيفية تبرير الخسائر العسكرية التي يتكبدها في أتون النار الذي اشعله في الجنوب. فمن محاولة تخوين رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل وهدر دمه وتخوين أي مواطن لا يريد الحرب او انه ضد تفلت السلاح غير الشرعي، لم يبقى امام نصرالله سوى الهاتف الخلوي ليتهمه بالعمالة لعل هذا التبرير يأكل في عقول مناصريه ويصدقون ان سبب خسائره والاغتيالات التي طالت قادته العسكرية هي الهواتف المحمولة.

منذ ان ادخل حزب الله لبنان في منطق وحدة الساحة وأعلن دخوله الحرب، أتحفنا بأنه يقوم بعمليات نوعية يستهدف ويدمر كافة أبراج المراقبة والرصد والتجسس على الحدود مع إسرائيل. كان يُظّهر هذه البدع امام جمهوره انها بطولات، ليأتي البارحة ويناقض نفسه بأن إسرائيل تتجسس على مناصريه عبر الهواتف الذكية، مما يعني ان بطولاته هذه كانت أوهام، ولم يفقد العدو شبكة تجسسه كما ادعا نصرالله.

وفي اخر الإحصاءات بحسب وكالة “فرانس برس” إن عدد القتلى في إسرائيل جراء قصف الحزب هو 15 بينما القتلى في جنوب لبنان 236 منهم قرابة الـ 200 عناصر تابعة لحزب الله. وأعلن نصرالله سابقًا ان جبهة الجنوب هي جبهة مساندة لتخفيف الضغط عن قطاع غزة لإلهاء الإسرائيلي فتنتصر حماس في غزة، لكن اليوم الجنوب اللبناني يتدمر وغزة تدمرت وحركة حماس تلفظ أنفاسها الأخيرة ما من عملية للحزب تذكر انها كبدت الإسرائيلي خسائر فادحة، وهذا يعني تفوق تام للإسرائيلي في الحرب على كافة الجبهات.

خلاصة القول يا نصرالله، ليت البيئة التي توجهت لها في الامس تتخلى عن الهواتف الخلوية لعلها تنتشل من غسل الادمغة الذي يتعرضون اليها عبر اعلامكم الموجه، ولعلنا ننجو من حملاتكم الإعلامية لتهديدنا بالقتل والاغتيال المعنوي كما وتنجو المواقع الالكترونية من القرصنة التي يقودها جيشكم الالكتروني.