أصبح لبنان في ظل من يفترض أن يكون وزيرًا لخارجيته، عبدالله بو حبيب، ينطبق عليه المثل اللبناني “ضربني وبكى سبقني واشتكى”.
قام وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، بالإيعاز الى الدوائر المختصة في الوزارة بتقديم شكوى امام مجلس الامن الدولي (وهي الاجراء الصحيح)، عقب سلسلة اعتداءات إسرائيلية تعتبر الأعنف استهدفت مدينة بعلبك ليومين متتاليين.

نعم انه اعتداء إسرائيلي على لبنان وهو مدان وغير مبرر لإسرائيل بقتل المدنيين، رغم الذريعة التي تتذرع بها وهي: ان في الثامن من أكتوبر الماضي لبنان هو من اعتدى عليها. بغض النظر عن ان حزب الله هو من يصادر قرار الحرب، لكن امام المجتمع الدولي لبنان هو المعتدي الأول، لذلك نسأل عما يشتكي بوحبيب، عن الرد الإسرائيلي بسبب الاعتداء اللبناني عليها؟ لهذا السبب لن يكون لهذه الشكوى أي جدوى من قبل المجتمع الدولي خاصةً ان ما تعرضت له إسرائيل في السابع من أكتوبر اثر عملية “طوفان الأقصى” أدى الى اكتسابها وقوف المجتمع الدولي الى جانبها بعد اعتداء حماس عليها. خطوة بوحبيب هذه محقة لكننا لا نتوقع ان تؤثر في ردع همجية الإسرائيلي تجاه لبنان.

في ظل الحرب على غزة وجنوب لبنان صدر عن وزير الخارجية مواقف وتصاريح وإجراءات تجعلنا نشكك لابل نتأكد انه الناطق الرسمي في المحافل الدولية لحزب الله لا الدولة اللبنانية، بالإضافة الى انه يفتخر بوجود ميليشيا غير شرعية في جنوب لبنان سترد على إسرائيل ويقول: “الخوف على إسرائيل لا على لبنان لأن لحزب الله أسلحة كثيرة سيستعملها”. كما توعد بوحبيب إسرائيل ان اعتدت على لبنان بأننا سنرد، وهنا نسأل بمن يقصد انه سيرد، حزب الله؟ فهل هو وزير خارجية الدويلة؟ هل يقصد الرد من قِبل الدولة أي عبر الجيش اللبناني؟ إذًا الجيش قادر ولا مبرر لوجود ميليشيا في الجنوب.

كان لبنان واللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة يتطلبون وزيرًا للخارجية يكون بالفعل “رجل دولة” يعمل لتطبيق القرارات الدولية التي تحمي لبنان شعبًا وأرضًا، لا المفاخرة بفصيل مسلح يهدد به إسرائيل التي لن ترتد في الدفاع عن نفسها والجميع يعي دفة ميزان القوى العسكرية بين القوتين الى من تميل، يتمنون رجل دولة لا يقبل ان يشاطر أحدًا الدولة حقها في احتكار السلاح على أراضيها بل يعمل لحل الميليشيات التي تأخذ لبنان واللبنانيين رهينة على طاولة مفاوضات ايران الإقليمية.

قرر حزب الله منفردًا فتح جبهة الجنوب اللبناني والاعتداء على إسرائيل وللأسف ان مواقف المسؤولين في الدولة اليوم من رئيس مجلس نواب الى رئيس حكومة وصولاً لوزير الخارجية، تجند في خدمة الحزب، لذلك تشن الأخيرة الغارات وتستهدف قياداته ومخازن أسلحته مما يعرض اللبنانيين كافة الى خطر الوقوع ضحايا مغامرات الحزب العبثية، فتعرضت بالإضافة الى المناطق الحدودية كل من بيروت، صيدا، صور، جزين، بعلبك الى ضربات إسرائيلية كما وتعرض أهالي منطقة حراجل الكسروانية الى الخطر امس بعد ان سقط في وسط بلدتهم صاروخًا اسرائيليًا اثر الغارة التي تعرضت لها بعلبك امس، مما يعني ان جميع اللبنانيين والمناطق تحت الخطر.

كل ما نشهده اليوم هي رواسب عهد رئيسٍ (ميشال عون) أتى “ببندقية المقاومة” كما جاهر نائب المقاومة في المجلس النيابي، وكانت فيه وزارة الخارجية من حصة الرئيس وكان عبدالله بوحبيب آخر وزرائها.