في وقت تتواصل المساعي الدولية لتجنيب لبنان حربا اسرائيلية شاملة، وفيما البحث جار عن صيغة ما يمكن ان تعيد الهدوء الى الحدود الجنوبية، اعاد مجلس الامن الدولي التمسك بالقرار 1701، كحلّ وحيد.
فقد قدّمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونِتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن حول تنفيذ الـ 1701، وذلك أثناء جلسة مشاورات مغلقة الثلثاء، لمناقشة أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تطبيق هذا القرار.. وبعدما أعربت فرونيتسكا “عن قلقها العميق إزاء التصعيد في تبادل إطلاق النار على جانبي الخط الأزرق، وفي ما وراءه”، اعتبرت انّ “هذه الانتهاكات المتكررة للقرار 1701 تزيد من مخاطر سوء التقدير كما تفاقم التدهور في الوضع الحرج الحالي”. وشددت على اهمية “الحَضّ على العودة إلى وقف العمليات العدائية”، مضيفةً أن لا يزال هناك مجال للجهود الديبلوماسية من أجل التوصّل إلى حل يمنع اندلاع نزاع أوسع نطاقًا”.
من الطبيعي، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان تتمسّك الامم المتحدة بقرار صادر عنها، وان تصرّ على تطبيقه بحرفيته. لكن اللافت في احاطة فرونتسكا، تمثّل في دعوتها الى تعزيزٍ اضافي للـ1701. البعض في الكواليس الدبلوماسية، كان يتحدّث عن تطبيقٍ للقرار بـ”التي هي أحسن”، بحيث يتراجع حزب الله او قوات الرضوان النخبوية تحديدا، عن الحدود مثلا، بما يريح تل ابيب ومستوطني الشمال، وفي الوقت نفسه لا يشكّل انكسارا لحزب الله.
غير ان فرونتسكا رأت، في مقابل هذا التساهل الذي طبع بعض الطروحات، ان “عملية سياسية ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وتهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، أصبحت ضرورية”، مضيفة “هي عملية تفترض اتخاذ إجراءات من جانب كل الأطراف، وأنّ من الضروري التركيز مجددا على الهدف الشامل المتمثّل في الوقف الدائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للصراع”. وسلّطت فرونتسكا الضوء على أهمية “وجود جيش لبناني قوي وتتوافر له الإمكانات لتنفيذ القرار 1701 بكامله”، داعية إلى “تعزيز الدعم الدولي للجيش لتمكينه من القيام بواجباته على أكمل وجه، بما في ذلك تعاونه مع “اليونيفيل”.
مجلس الامن يدعو اذا الى تشدد اضافي في تطبيق القرار ولا يعتبر ان “المسايرة” تشكّل حلا، بل من الضروري الا يسكت العالم عن التطبيق الملتوي للـ1701، وان يكون صارما في تنفيذه حرفيا، من اجل ارساء هدوء ثابت ومستدام على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، تختم المصادر.
المصدر: وكالة الأنباء المركزية