رغم الكر والفر بين مؤشرات توحي بأن الحرب في الشرق الأوسط مرشحة للبقاء طويلاً وبين محاولات كبحها عبر تفكيكها بالديبلوماسية، فإن اختبارات من نوع المساعي الحثيثة للتوصل إلى هدنة في غزة أو «الاحترام المتبادل» لقواعد الاشتباك في جنوب لبنان والقنوات الخلفية لضبط إيقاع صواريخ الحوثيين في البحر الأحمر، تتصدر المشهد في الميدان وعبر الهواتف الحمر.

ولم يكن عابراً أن تتزامن التقارير عن المصاعب التي مازالت قائمة أمام إحداث كوة لإمرار الهدنة في غزة مع قفز إسرائيل للمرة الرابعة منذ حرب المشاغلة في جنوب لبنان فوق جغرافيا قواعد الاشتباك مع «حزب الله» بشن غارة ليلية على حي العسيرة في بعلبك (شرق لبنان)، الأمر الذي أعاد إلى الميدان حماوته بعد خفوت نسبي مرده في أغلب الظن إلى «رسائل» من خلف خطوط النار، أقرب إلى فحص النيات.

فبعد منتصف ليل السبت – الأحد، شنّ الطيران الإسرائيلي غارة بأربعة صواريخ في العمق اللبناني، مستهدفاً مبنى من أربع طبقات في حي العسيرة في بعلبك، ولم تتأخر وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الإعلان عن أن الغارة، وهي الرابعة في غضون ستة أشهر على بعلبك التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن خط المواجهة على الحدود.

ولأن «الجولان مقابل بعلبك وبالعكس»، وهي واحدة من قواعد الاشتباك المستحدثة لحفظ «توازن الردع» بين إسرائيل والحزب رد الأخير على الغارة الليلة بتصويب نحو 60 صاروخاً باتجاه الجولان، معلناً استهداف قاعدة يواف وثكنة كيلع التي كانت تتدرّب فيها قوة من لواء غولاني بعد عودتها من غزة.

مصادر خبيرة في شؤون وشجون خط التماس اللبناني – الإسرائيلي رأت في هذه «الطفرة» من المواجهات المتبادلة من فوق جغرافية قواعد الاشتباك (بعلبك – الجولان) محاولة يفهمها الطرفان لإعادة النيران إلى مسرحها الأساسي على عمق الـ5 كيلومترات على طرفي الحدود.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الراي الكويتية