الخوف من أن يصبحوا ضحية في مسلسل رعب حقيقي، دفع كثيرين إلى اللجوء إلى وسائل حماية ذاتية، منها ما هو قانوني كرذاذ الفلفل ومنها غير قانوني، كحمل السلاح.

تقول “هناء” إن الوضع الأمني المتفلت يجبرها على حمل رذاذ الفلفل في يدها خلال تجولها سيراً على الأقدام، كوسيلة حماية لنفسها في حال حاول أي أحد الاقتراب لسلبها أو سرقتها. وتشدد على أن الجرائم التي يتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تثير الرعب في النفوس، وقد أصبح الأمن الذاتي ضرورة لكل لبناني.

وتضيف في حديث لموقع “الحرة” أن اجراءات عدة اتخذها عند خروجها من المنزل، منها “عدم فتح نوافذ السيارة، وعدم سلك الطرق الخطرة كطريق المطار ليلاً، وعدم التوقف لأي شخص يطلب المساعدة خشية من أن يكون لصاً، والامساك بحقيبتي بشكل جيد”.

وقد اضطر البعض إلى حمل السلاح، كما يقول “أدهم”، الذي لم يكن يحمل مسدساً في السابق خوفاً من التورط بجريمة في لحظة غضب، ولكن الوضع الأمني المتردي وانتشار اللصوص دفعه لاتخاذ هذا القرار، مع التأكيد على حقه في الدفاع عن نفسه في حال تعرّضه لهجوم، مهما كانت التبعات.

ويشير في حديث مع موقع “الحرة” إلى أنه والد لطفلين، عليه حماية حياته من أجلهما، فلن يقف مكتوف اليدين، ويسمح للصوص ومتعاطي مخدرات بسلب روحه وترك ولديه يتيمين.

وسبق أن أفادت وكالة “أسوشيتد برس” عام 2021 بأن تجارة الأسلحة الفردية والصغيرة تزدهر جيدا في لبنان، من مسدسات إلى قذائف “آر بي جي” ما يعكس تزايد مخاوف اللبنانيين من تردي الأوضاع الأمنية.

ونقلت الوكالة عن موقع “مراقبة الأسلحة الصغيرة” السويسري، الناشط في مجال رصد ومكافحة انتشار الأسلحة الفردية على مستوى العالم أنه “توجد 31.9 قطعة سلاح فردي لكل 100 شخص في لبنان، مما يعني أن الرقم الإجمالي لقطع السلاح 1.927 مليون قطعة

لعدد السكان الذي يقدر بنحو 6.769 ملايين نسمة، ما يعني أن لبنان يحتل الترتيب الثاني عربيا بعد اليمن، والتاسع عالميا، في عدد قطع السلاح الفردي، ويتفوق حتى على العراق الغارق في فوضى أمنية وسياسية منذ 20 سنة”.

وقبل أيام قرر عدد من شبان منطقة الطريق الجديدة في العاصمة، مواجهة انتشار المواد المخدرة وعمليات السرقة في حرج بيروت، فتوجهوا إلى هناك وقاموا بتوقيف وضرب شبان بحوزتهم مخدرات قبل إطلاق سراحهم.