بعمق 3 كيلومترات وعلى امتداد الشريط الحدودي لجنوب لبنان مع إسرائيل، شهدت عشرات القرى عمليات نزوح كبيرة بين السكان، إثر تصاعد القصف الإسرائيلي بعد ان شنت ميليشيا حزب الله هجومًا صاروخيًا في الثامن من أكتوبر 2023 تحت ذريعة مساندة عملية طوفان الأقصى.
بعد ان فرغت معظم القرى قرر عدد من الشبان البقاء لحراسة المنازل التي هجرها أهلها ومساعدة الأهالي الذين لم يتمكنوا من اللجوء الى مكان اخر لضيق القدرة المادية على استئجار منزل خارج الجنوب، وهم أهل المعاناة الأكبر.
الأوضاع صعبة، ولا يوجد أبسط المواد الغذائية بسبب تعذر التجار من التوزيع على المحلات الحدودية، ولا غاز في المنازل بسبب طلب شركة الغاز أسعارًا باهظة مقابل إيصاله بسبب ظروف الحرب، وهذا ما دفعهم الى اشعال النيران لقضاء حاجتهم.
وتعيش هذه العائلات في خوفًا ورعبًا دائم، بسبب القصف وخاصة القصف الليلي الذي يوقظهم بشكل دائم، والخوف من استهدافهم خاصة وان القصف طال عدة مرات مدنيين، وهذا ما منعهم من الخروج حتى الى بساتينهم الزراعية لأن الإسرائيلي يقصف بالمباشر أي شيء يتحرك حتى الحيوانات.
عطلت الحرب الحركة التجارية في الجنوب مما فاقم وضع الأهالي الى التراجع بحدة أسرع، فهم باتوا غير قادرين على تأمين حاجاتهم لعدم وفرة المال بسبب بطالتهم. فنرى العديد منهم لجأ الى البحر في هذه الأوضاع الخطرة وتحت مسيرات الجيش الإسرائيلي لتوفير وجبة الغداء.
كل هذه المعاناة كان لأهل الجنوب ان يتجنبوها لو لم يكن يسيطر عليهم فصيل مسلح زجهم في حرب من تلقاء نفسه دون الرجوع الى الدولة اللبنانية بل الى ايران. النقمة الشعبية على الحزب بدأت ملامح تظهر مثلا، لم نسمع ولم نري مشاهد لأهالي في الجنوب دمرت منازلهم يقولون الجملة الشهيرة “فدى السيد”، فباتت اليوم أوضح لهم ان الحرب الدائرة ليست بنتيجة سوى الدمار ولا نصرة لغزة، بالإضافة الى غياب الحزب عن الاهتمام بهم والتعويض عليهم.
خلاصة القول، من يدعي المقاومة لن ينتصر دون بيئة حاضنة، داعمة، توافق على قراراته.