إنطلاقاً من المعطيات التي توافرت عن حادثة أمس في عوكر، مطلقو النار كانوا ثلاثة وليس شخصاً واحداً، وهذا ما يعزز الاحتمالات أنّ إطلاق النار هو رسالة دموية إلى واشنطن، أرسِلَت عبر سفارتها في بيروت، فالسفارة الأميركية في عوكر هي منذ فترة ليست بقصيرة «صندوق بريد» تستخدَم لإيصال رسائل، إما بالصورة وإما بالتظاهرات وإما باستهدافها بالرصاص.

ثمة قراءتان لِما يجري مع السفارة الأميركية في عوكر، بحسب مصادر أمنية موثوقة، القراءة الأولى تشير الى أنّ عملية أمس ليست بالاحتراف الذي يتميّز به هذا النوع من الأعمال، بدليل سرعة انكشاف خيوطها، وهنا لا بد من تسجيل السرعة اللافتة للجيش اللبناني ولا سيما لمديرية المخابرات، في تعقب كل الخيوط، كما لا بد من تسجيل التنسيق اللافت بين الأجهزة الأمنية والذي أعطى ثماره بسرعة.

مع ذلك، لا بد من طرح مسألة «الأمن الاستباقي»، لتفادي ما حصل أمس والذي يأتي في «وقت قاتل» على المستويات السياسية والسياحية والاقتصادية، فالبلد يعيش على صفيح ساخن، وأي حادثة شبيهة بحادثة أمس، من شأنها أن تنسف كل الآمال بالضربة القاضية، فليس سهلاً على الإطلاق أن تأتي الحادثة مع اقتراب موسم الصيف والاصطياف وبدء مجيء المغتربين والسياح. بهذا المعنى فإنّ الأمن الاستباقي بات حاجةً ملحة، وبدايته تكون من خلال إسقاط كل الخطوط الحمر أمام الأجهزة الأمنية، فالخط الأحمر الوحيد، الممنوع تجاوزه، هو استقرار البلد.

حادثة السفارة الاميركية “قطوع جديد”، ومع النجاح في كشف خيوطه، سيكون صعباً على الإرهاب أن يعتمد مجدداً خكذا نوع من الإرهاب لذلك الخوف من عودة التفجيرات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: نداء الوطن

الكاتب: جان الفغالي