حضر في مواقف الرجل الثاني في الفاتيكان امس، امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، خلال جولة قام بها على المسؤولين والقوى السياسية المحلية. وقد قال من عين التينة “اعتقد ان الحلّ لازمة الرئاسة يبدأ من هذا المقرّ فالافرقاء المسيحيون يتحملون المسؤوليّة طبعًا ولكنّهم ليسوا وحدهم في السلطة وعلى الآخرين تحمّل مسؤولياتهم”، ومن السراي، لفت الى ان “البابا فرنسيس قلقٌ لجهة عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان حتى الآن”، مشيرا الى ان “رئيس الجمهورية يمثل وحدة البلاد وعلى المسؤولين السياسيين أن يقوموا بواجبهم”.

غير ان بارولين لم يكن المحرّك الوحيد للجمود الرئاسي، بل وفي زيارة لم يكشف النقاب عنها مسبقا، وصل الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي الى بيروت امس، وباشر ايضا، جولة على القيادات اللبنانية، حضر في صلبها الاستحقاقُ المتعثر. وقد أكد له رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل “موقف الكتائب الثابت ورفضه الخروج عما ينص عليه الدستور في هذا الإطار والتمسك بالعملية الديمقراطية وبضرورة انتخاب رئيس يتوافق عليه اللبنانيون ويكون قادراً على محاورة كل الأفرقاء والخارج ووضع لبنان على سكة الحلّ”. ايضا،  زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وتطرق البحث إلى الوضع الداخلي اللبناني والمبادرات الحوارية سعياً لحصول الانتخابات الرئاسية وإلى دور الجامعة العربية في المساعدة على تحقيق هذا الهدف، وفق مكتب باسيل…

هذه الحركة كلها مع الاسف، بلا بركة، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، اذ أتت لتؤكد مرة جديدة ان العقد لا تزال هي هي وان المعطيات الداخلية لم تتبدّل قيد أنملة، رغم التطورات المتسارعة عسكريا في الاقليم وعلى الحدود الجنوبية: المعارضة ترفض مرشح حزب الله وترفض الرضوخ للحزب وترفض ايضا تكريس اعراف غير دستورية تسبق عملية الانتخاب، فيما الفريق الآخر، على تمسّكه بالحوار الذي يجب ان يسبق الانتخابات.

لكن الجديد هو اعلان بارولين ان مقاربة بري للملف الرئاسي، وتحميله المسيحيين مسؤولية تعطيله، ليست في مكانها وليست دقيقة. توضيح بارولين هذا، بطبيعة الحال لا يعجب بري، لكن الابرز هو انه يدل على ان بري،  وخلال الاجتماع بالضيف البابوي، كرر امامه اعتباره عدمَ اتفاق الاطراف المسيحيين، سببا في استمرار الشغور.. غير ان بارولين صوّب الامور واكد على الملأ، ان الحل للفراغ يبدأ من عين التينة. اي ان على رئيس المجلس تحمّل مسؤولياته هو، في اللعبة الانتخابية.