لا حركة تعلو في لبنان راهنا على حركة المغتربين اللبنانيين، لاسيما في عملهم بأغنية فيروز “زوروني كل سنة مرة” وفي حركتهم بركة لا بل بركات، في بلد انقطع عنه بشكل شبه كلي السائح الغربي منذ 8 أكتوبر، تاريخ قرار حزب الله مساندة غزة من جبهة الجنوب اللبناني. كما غاب السائح العربي في ضوء دعوة العديد من الدول رعاياها إلى تجنب السفر إلى لبنان تحسبا لحرب واسعة بين إسرائيل وحزب الله.

وما عدا بعض السياح العراقيين والمصريين والأردنيين، المصرين على عدم التخلي عن عادة قصد لبنان في الصيف وفترة الأعياد، من لبنان والى لبنان يعود لبنانيو الاغتراب كل صيف غير مبالين بالتهويل الإسرائيلي شبه اليومي بتدميره، باستثناء قلة قليلة حملها سماع الأخبار من بعيد إلى الإحجام عن المجيء، من قارات ما وراء البحار.

والشيء الأكيد أن الحدث هذا الصيف في لبنان هو في مطار رفيق الحريري الدولي، بدليل أن كاميرات التلفزيونات المحلية والعربية تكاد لا تغادر قاعة الواصلين في المطار لسؤال الوافدين من بلدان الاغتراب عن دوافع المجيء ومشاعر الحنين وصيف لبنان الذي لا يشبه أي صيف في العالم.

وإذا كان أكثر سؤال يطرح على المغتربين على أرض المطار هو “ليش جايين ومش خايفين؟”، فإن الجواب المشترك هو من نوع، هون الأهل والأصحاب والأرض.. اعتدنا الحروب وإذا كل شخص مننا خاف، لمن سنترك البلد؟.

وبسؤال لعضو نقابة اصحاب مكاتب السفر والسياحة مارون ضاهر، قال:أرقام الوافدين إلى لبنان مرتفعة جدا، وما سجل من حركة في شهر يونيو الفائت يتساوى مع حركة يونيو من العام 2023، وفي ذلك دليل على إصرار المغتربين اللبنانيين على المجيء إلى لبنان، علما أن أصحاب شركات السفر كانوا متخوفين من عدم بلوغ نسبة 80 بالمئة من حركة الصيف الفائت، فإذا بنا نصل نسبة 100 بالمئة.

وبحسب ضاهر، فإنه لولا حرب غزة وجبهة الجنوب، لكانت نسبة الوافدين اليوم مضاعفة عن الصيف الفائت. ولفت إلى أن المغترب اللبناني الذي يزور لبنان أكثر من مرة في السنة اعتاد هذه الأجواء من التهديدات، لكن ما يحصل أثر على السياح الأجانب الذين فضلوا عدم المجيء، وثمة حضور بوتيرة أقل عن العام الماضي.

ويتفق اللبنانيون المغتربون على أن لبنان قطعة من قلبهم، وقد قطعوا وعدا على أنفسهم بعدم الانقطاع عن زيارته لو مهما حدث.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الانباء الكويتية