تشرد سكان وأهالي بلدة عدلون والمناطق المجاورة من منازلهم ليل السبت، خوفاً من الاصابة بشظايا الانفجارات الناتجة عن غارة إسرائيلية استهدفت مستودع ذخيرة تابع لح*ب الله في سهل عدلون الساحلي.

سمع السكان انفجارين عنيفين، قبل أن تتوالى أصوات الانفجارات الأخرى، وتتواصل لأكثر من ساعتين، يقوى صوتها ويتراجع، بمعدل 3 انفجارات في الدقيقة الواحدة. وترافق ذلك مع وميض نيران كان يلمع في السماء. هنا، اختبر سكان المنطقة أقسى أيام الحرب الدائرة في جنوب لبنان، نسبة إلى طول مدة الانفجارات وكثرتها، والتي اثارت الهلع في نفوس الأهالي.

ضربة عدلون، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل، وتقع في منطقة وسطى بين مدينتيْ صيدا وصور، تحمل رسائل متعدّدة، منها ما هو رد على الضربات التي قام بها ح*ب الله في الفترة الأخيرة مستهدفاً مواقع غير مستهدفة سابقاً، ومنها ما هو رسائل للداخل الإسرائيلي بعد تصعيد الجبهات، مفادها أن إسرائيل تُسيطر على المشهد العسكري وصاحبة اليد الطولى في جنوب لبنان.

وفي الغارة هذه قد يكون الشيء الوحيد الذي ممكن ان يكون مر على خير هو ان الجيش اللبناني قطع الطريق ومنع المتطوعون في الدفاع المدني الاقتراب من مكان الغارة بسبب المشهد المهول للانفجارات التي لم يتمكن احد من تحديد عددها او لحظة انتهائها، مما أنقذنا من تكرار مأساة انفجار مرفأ بيروت عندما ترك فوج الإطفاء من الاقتراب رغم ان الجميع يعلم بما كان مخزن في العنبر من نيترات أمونيوم.

نهاية القول، يبدو أن المنطقة على شفير الهاوية، وأسهم الحرب أعلى من أسهم التسويات حتى الساعة.