وأتى الرد الإسرائيلي أمس على مجزرة مجدل شمس في المكان الذي استبعده الجميع، فكان الرد في العاصمة بيروت وتحديدًا حارة حريك.
لم يكن الهدف مقر عسكري أو مخزن سلاح، بل كان الرجل الأول عسكريًا في حزب الله، فؤاد شكر، والمخطط لعملية تفجير المارينز في بيروت عام 1982 والمطلوب لدى السلطات الأميركية.
وعلى قوة الصدمة التي تلاقاها حزب الله، تخبطت أبواق الممانعة الإعلامية لتتضارب المعلومات بين فشل العملية الإسرائيلية في الاغتيال ام نجاحها، وسرعان ما نشروا خبر نجاة شكر والقول انه ترك المبنى قبل دقائق من استهدافه. هذه جميعها بقيت تمنيات لأن جميع المعطيات تدل على نجاح العملية، وحتى الساعة ما من بيان رسمي يعلن نجاته ولو كان من عديد الجرحى لكان الامر اصبح مكشوفًا والجميع يحتفل بنجاته، ولو كان فعلًا خرج لكان أطل على الجمهور لطمأنته والاستهزاء بالإسرائيلي.
في المقابل ايضًا ما من بيانٍ رسمي ايضًا من الحزب يؤكد مقتل شكر، وفي بيانه الوحيد اليوم قال بأنه ينتظر نتيجة عملية رفع الأنقاض لمعرفة مصير شكر.
ان تعذر الوصول الى شكر والتعرف على جثمانه لتحديد مصيره رسميًا، يرجح فرضية ان الصاروخ استهدف جسده بالمباشر مما أدى الى تناثر جثمانه بين الركام وهذا يصعب عملية العثور عليه.
الضربة الإسرائيلية هذه أصابت رأس الهرم العسكري في حزب الله مما يعني انها ضربة يترنح الحزب من بعدها، اذ ان بعد الفجوة التي الحقت بالجهاز العسكري لميليشيا الحزب تتخبط قياداته لكيفية ملء الفراغ في ظل الحرب الدائرة في الجنوب.
إسرائيل ردت في العمق اللبناني وفي معقل حزب الله وضربت العاصمة بيروت متخطية كافة الخطوط الحمر، فهل يرد الحزب بالوتيرة نفسها وتكون بداية الحرب الشاملة؟