في ظل انتظار إيران لتنفيذ وعيدها بـ”معاقبة إسرائيل” ردًا على اغتيالها رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، تتصاعد مخاوف الحرب بين صفوف المواطنين وتتفاعل النقمة الشعبية المعارضة لتصرفات ايران في الإقليم، حيث يشكوا الكثيرون من المسؤولين في البلاد قائلين انهم يتركون الشعب في الظلام ولا يخبرونهم بأي شيء عما يجري او يُهيأ له، كما وان الحكومة لم تصدر أي توجيهات حول ما يجب على المواطنين فعله إذا ردت إسرائيل بضربات مضادة، ولم توفر لهم ملاجئ مؤقتة، ولا تدريبات على كيفية التعامل مع الغارات الجوية ولا تحذيرات لتخزين المؤن الطارئة؛ ولا خطط طوارئ للمستشفيات في حالة حدوث ضرب، بل اقتصرت الاحتياطات والتدابير على إغلاق  جميع المكاتب الحكومية في طهران والمحافظات، وتم تحديد ساعات العمل من الساعة 6 حتى 10 صباحا.

يتضح لنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ان أكثرية ساحقة من الإيرانيون يعيشون حالة قلق وخوف مما ينتظرهم معبرين عن ان آخر ما يُفَكّر فيه في بلدهم هو “المواطن”، وان العديد من الأشخاص الذين لم يرغبوا أبدًا في مغادرة البلاد يفكرون الآن في الهجرة، وينتقد عدد كبير ايضًا دعم حكومة بلدهم للجماعات المسلحة في المنطقة، معتبرين إنها وضعت إيران في مرمى النيران الإسرائيلية.

حتى الساعة توقيت الرد الإيراني مجهولاً، وما من شيء يوضح لنا عما اذا كانت ايران سترد بمفردها ام انها ترتب ردًا متزامنًا مع اذرعها في اليمن ولبنان، لكن التناقض بين الخطاب المتصاعد واللامبالاة بشأن الاهتمام بسلامة المواطنين، يبقى أمرا لافتا للنظر، خاصة وان المشهد العام في شوارع طهران والمدن الإيرانية يخلو من أي تدابير توحي بأن البلاد قادمة على ايام صعبة.