يتفاعل جمهور حزب الله ومن ينخرط معه في محور الممانعة، مع الفيديو الذي عرضه الإعلام الحربي للحزب، والذي يدّعي عبره امتلاكه منصة صواريخ تحت الأرض في لبنان تسمى منشأة عماد-٤.

يأتي هذا الفيديو ضمن سلسلة الفيديوهات التي يعرضها الحزب من استهدافه لكاميرات المراقبة على الحدود مرورًا بفيديو الهدهد وصولًا إلى عماد-٤، ويندرج أيضًا في الحرب النفسية التي يحاول خلقها لزرع الذعر في نفوس الإسرائيلين ورفع معنويات بيئته التي بات الإستياء من تصرفاته ينخر في عمقها، رفضًا للحرب العبثية غير المجدية للبنان وللقضية الفلسطينية.

فيديو “استعراضي”، هذا ما ينطبق عليه من تسمية. في العادة تظهر الفيديوهات الإستعراضية لدى الجيوش او المتخاصمين قبل الدخول في الحروب لتكون بمثابة رسائل رادعة تكشف ما يمتلكه كل طرف من قدرات تمكنه من تكبيد العدو خسائر فادحة، وتكون أيضًا تحذيرية تنبه العدو من ارتكاب اي عملية عدائية. لكن في الوقت الراهن الحرب قائمة بين حزب الله واسرائيل، أي ان التهويل لا مكان له والمفروض عرض القدرات على أرض المعركة.

من ناحية أخرى مضى حوالى العشرين يومًا على اغتيال اسرائيل فؤاد شكر واسماعيل هنية، والجميع ينتظر ان يفي حزب الله وايران بوعدهما والرد على اسرائيل للإنتقام اكرامًا لشكر وهنية. وهنا أيضًا مبرر اخر ان هذه الفيديوهات ليست بوقتها المناسب اذ ان أولاً الحرب قائمة، وثانيًا اسرائيل هي من قامت بآخر ضربة على ارض المعركة والمفترض على الحزب وايران الرد بالمدفع لا بالإعلام الحربي!

لن تخيف الإسرائيلي هذه المشاهد ولن تغير مجرى الأمور على ارض الواقع، فبتوقيتها تشير فقط الى ان الحزب ومن وراءه غير قادر على الرد وبالحجم اللائق، وهو يستنزف الوقت لعله يتمكن من الوصول الى اتفاق وقف اطلاق نار في المفاوضات الجارية في الدوحة مما يؤمن له عذرًا يمكن ان يقدمه لمناصريه يتحجج فيه عن سبب عدم الرد، وهو التزامه بوقف اطلاق النار.

في النهاية وبالمختصر هذه المشاهد المعروضة لا شيء يؤكد انها موجودة في لبنان وقد تكون صوِّرت في ايران، وان كانت فعًلا في لبنان، فماذا ينتظر الحزب لاستخدامها والحرب في شهرها العاشر؟ ماذا ينتظر واسرائيل قصفت بيروت ودمّرت كامل قطاع غزة وها هي اليوم تعلن عن إنهاء جيشها للعمليات في غزة؟